بانكسي يشغل باريس برسوماته .. عن اللاجئين
02-07-2018 10:59 AM
عمون- عاد فنان الغرافيتي صاحب الشهرة العالمية، بانكسي، ليشغل محبيه ومتابعيه، خصوصاً في باريس، مع ظهور رسومات جديدة له على جدران موزّعة في أنحاء العاصمة الفرنسية.
وكعادته، فإن وجوده في باريس كما في أي مكان آخر في العالم، مرتبطٌ دائماً بحدث معيّن يريد التعليق عليه وتحديد موقفه منه، وهذه المرة هو الأزمة الأوروبية حول موضوع اللاجئين.
أولى هذه الرسومات ظهر على مقربة من المقر السابق لاستقبال اللاجئين في بورت لا شابيل، حيث رسم فتاة صغيرة سوداء تطبع أشكالاً زهرية اللون فوق شعارِ النازية، وبدت بجانبها فرشة صغيرة هي مرقدها على الرصيف.
واكب ظهور هذه الرسمة، اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق ٢٠ حزيران (يونيو) الماضي، ثم تبعتها رسومات أخرى في دوائر باريسية مختلفة، كلها تنتقد التشنج والانغلاق الذي يحكم موقف أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصاً، حيال اللاجئين الذين لا يرى فيهم البعض سوى «غزاة».
وسرعان ما انتشرت صور هذه الرسومات على وسائل التواصل الاجتماعي، وترافقت مع تكهنات حول صحة نسبها الى بانكسي.
وتماشياً مع أسلوب رسام الغرافيتي الشهير الذي اتسم بالسرية والتكتم، انتظر بانكسي ستة أيام قبل أن يحسم هذه التكهنات، ويؤكد على موقعه على «انستغرام»، أن الرسومات الباريسية هي من أعماله.
لم تكن هذه المرة الاولى التي يتناول فيها بانكسي موضوع الهجرة، وربما اراد ان يؤكد بعودته اليه، ان موقف فرنسا لم يشهد أي تطور نحو الإيجابية منذ عام ٢٠١٥. ففي تلك السنة، كانت مدينة كاليه شمال فرنسا، مقراً لتجمع عشوائي ضم حوالى ٤٥٠٠ لاجئ تسبب وجودهم في المدينة باستياء بعض سكانها ممن اعتبروا هذا الوجود خطراً عليهم.
هذا السجال الفرنسي الذي دار في حينه بين مؤيد ومعارض، أوحى لبانكسي برسمٍ نفذه على احد جدران كاليه، ويظهر فيه مؤسس مجموعة «آبل» ستيف جوبز السوري الأصل، حاملاً حاجياته على ظهره وكومبيوتر في يده.
ورسخت هذه الرسومات وسواها صورة بانكسي بصفته فناناً ملتزماً غير تابع لأي تيار أيديولوجي محدد. إذ نفذ أعمالاً تنتقد الرأسمالية وهيمنة المجتمع الاستهلاكي وتطالب برفض الظلم والاستبداد والارهاب والقتل، معرباً بذلك عن قناعته بالطابع الأممي لهذه الممارسات.
وخَص فلسطين وقضيتها بلفتات مميزة، بدأت برسومات نفذها على جدار الفصل بين المناطق الفلسطينية وإسرائيل، والذي يمثل احد اسوأ رموز الغبن والتسلط. وما زالت صورة الفتاة التي تطير مع بالون، وترتفع أعلى الجدار الفاصل، من أشهر رسوماته. وكان أيضاً زار غزة وترك من أثره رسومات في أماكن مختلفة.
ولم يكتفِ بانكسي بهذا، بل عمل عام ٢٠١٧ على إنشاء فندق في بيت لحم، لا يطل سوى على الجدار الفاصل، وأطلق عليه اسم «walled-off hotel»، وحرص على تزيينه بكل ما يشير الى قبح الاحتلال.
ومع كل اطلالة لبانكسي على جدار في العالم، يعود التساؤل حول هويته التي نجح حتى الآن في إخفائها، إذ إن كل ما يُعرف عنه هو أنه بريطاني، وربما من مواليد منطقة بريستول. (الحياة)