المواجهة المحتدمة اليوم في تركيا بين المعارضة والاسلاميين هي درس هام في الديمقراطية لكل من اشتهى «ديمقراطية حقيقية» طبعا أقصد الاردن أولا!!
لاحظوا أن الليبراليين خائفون على «الديمقراطية العلمانية» وهم متوجسون خوفا من ارتداد الاغلبية الاسلامية في البرلمان عن العلمانية التي أسست لدولة تركيا الحديثة وادخلتها في دائرة الدول المتحضرة وابعدتها عن دول العالم الاسلامي والثالث.
«الاسلاميون المتنورون» في تركيا يؤكدون ان العلمانية خيار استراتيجي لا تراجع عنه مع احتفاظهم بحقهم في هامش حرية المعتقد دون إكراه او الزام.
اوروبا لم تقف متفرجة مثلها مثل الولايات المتحدة على ما يجري في الساحة التركية، وبالرغم من عدم رضاهم عن وجود أحزاب لاهوتية في الحكم الا انهم اختاروا الدفاع عن الديمقراطية في مواجهة العلمانيين والجيش مع أن اوروبا وامريكا تؤمنان تماما بأهمية ما يطالب به الجيش وقوى المعارضة الا انه من الصعب الوقوف معهم في مواجهة صناديق الاقتراع لأنهم يعلمون ان الشعوب هي التي تختار نوابها وحكوماتها ولا يمكن لانقلاب عسكري ان يكون مقبولا من الدول المتحضرة والديمقراطية في العالم.
اذن الولايات المتحدة واوروبا تؤيد حزب «جول» الاسلامي لانها تؤيد الديمقراطية رغم اختلافها مع توجهات وافكار الحزب وتقف ضد المعارضة والجيش لانها تهدد باعادة الاحكام العسكرية الى تركيا بالرغم من اتفاقها معهم في افكارهم وتوجهاتهم.
الديمقراطية لها أشواك وهي التي انتصرت في النهاية لأن الجميع وقف الى جانبها حزب الاسلاميين، اوروبا، الولايات المتحدة وبقية الدول المتحضرة وهذا هو ما يميز الديمقراطية عن الديكتاتورية بجميع فئاتها وأصنافها وألوانها.
نحن في الاردن مازلنا نحلم باليوم الذي نختار فيه احزابا في البرلمان، وحكومة اغلبية تحكم لدورة برلمانية كاملة نغيرها عندما نشاء ونعيد انتخابها عندما نشاء لنكرس وجود الديمقراطية الحقيقي بعيدا عن تجليات قانون الصوت الواحد، الذي لن يوصلنا في اي يوم من الأيام الى الديمقراطية التي نحلم بها ولم يبقى علينا الا ان نستيقظ!