إذا توحش الفساد فلا تنتظروا خيراً..!!
يكون الدمار والانكسار والهزيمة من الداخل والحزن القاتل للنفس والروح، يكون الفساد هو الذى يحكم من الباطن ويدير الدولة على هواه، عندما يتوحش الفساد فإنه إذا قال فعل، وإذا وعد نفذ، وهو يأمرنا جميعاً بالسمع والطاعة لأنه قادر على قهر كل من يتصدى له، الفساد هو الذى يكتب كل الشعارات التى تحاربه لأنه يعلم أنها مجرد شعارات يصدقها السذج وغير النبهاء، ولا تصدقوا صياح كبار المسؤولين عن التصدى للفساد، لأنه هو الذى أتى بهم على مقاعدهم وأعطاهم المناصب.. وإليكم حكاية فساد جديدة تفوق جميع وقائع الفساد السالف ذكرها...!!
مدرسة الصباح الإعدادية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية والمجاورة لمبنى مستشفى ٥٧٣٥٧، مساحتها ستة آلاف متر، وهى الوحيدة فى المنطقة، ولأن المدرسة كانت مدرجة على قوائم الصيانة فقد صارت مثل الشاة فى عيون الذئب، وبالفعل سعى الدكتور أبوالنجا للاستيلاء على المدرسة، ولكن رُفض طلبه بواسطة وزير تعليم سابق، وكان واضحاً وصريحاً وقال إنه لا يملك حق التنازل عن المدرسة، لا هو ولا غيره يستطيع التنازل عن شبر واحد لصالح أى جهة، وأن الدولة فى عرض فصل واحد وليس مدرسة، وتوسط وزير سابق يعمل فى المستشفى ولكن تم عدم قبول هذه الوساطة.. فإذا علمنا أن محافظة القاهرة بها ٤٥ ألف طالب على قوائم الانتظار وليس لهم فصول ويحتاجون إلى مائة مدرسة جديدة، فى هذه الحالة يكون الوزير محقاً فى رفضه، كما أن أهمية المدرسة لها نفس حرمة وقدسية المسجد والمستشفى ومحطات مياه الشرب والكهرباء، وكلها منشآت لا غنى عنها بالنسبة للناس.
إلا أن السيد أبوالنجا انتظر حتى خرج الوزير من الوزارة وعاد لاصطياد الفريسة من جديد.. وهذه المرة عن طريق مديرية التعليم، إلا أن المديرة رفضت وذهبت لإقناعها مسؤولة كبيرة تعمل بالمستشفى «منذ أيام صارت وزيرة»، إلا أن طلبها تم رفضه.. ثم مديرة أخرى ومحاولة أخرى ورفض جديد.. ولكن من قال إن الفساد ينكسر أو يتراجع.. الآن المدرسة فى حوزة المستشفى وتم هدم أسوارها استعداداً لهدم المبانى والمنشآت الخاصة بالمدرسة من أجل إقامة فندق على أرضها..!! أليس هذا المستشفى الذى يرفع شعار القضاء على سرطان المرض.. سرطان الفقر.. سرطان الجهل.. ها هو يستولى على مدرسة دورها يتساوى مع دور أى مستشفى ويهدمها..؟ تلاميذ هذه المدرسة أُدرجوا على قوائم مدارس أخرى.
والسؤال: أى يد آثمة ومذنبة حملت القلم ووقعت بالموافقة على التنازل عن مدرسة لتتحول إلى فندق أو حتى مستشفى؟ مكان المدارس يكون وسط التجمعات السكانية لخدمة الأهالى.. أما الفنادق والمكاتب الإدارية وحتى المستشفيات فلها أماكنها الأخرى والبعيدة عن الزحام.. ونعود إلى أصل الموضوع.. هل أموال التبرعات لعلاج المرضى أم لإقامة المنشآت..؟ فهل يمكن إنقاذ المدرسة أم أنها أصبحت داخل جوف الذئب؟.. بلد عاوزة الحرق..!!.
المصري اليوم