facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(نبض الليالي) للعموش .. عندما يصبح الشعر وطناً


30-06-2018 04:19 PM

قدّم الناقد المصري الدكتور عبدالمطلب الشرقاوي ديوان الشاعرة ليالي العموش الصّادر حديثاً والمعنون بـ" نبض الليالي"، بأنّه ديوان الشعر الشعبي الذي يدلّ على شاعرة وطنية حتى النخاع، انعجنت بتراب الوطن، واجتاحها حبه حتى أصبحت مسكونة به، حيث يطل الوطن من نوافذ ديوانها قصيدة تلو القصيدة، مثلما يتنفس من خلال أبياتها بيتاً إثر بيت، حتى أصبح الوطن محوراً رئيساً في كل القصائد على نحو جعل الديوان كله كأنه قصيدة واحدة، قصيدة وطنية كبرى تحتوي الوطن عاصمة ومدناً، ملكاً وشعباً، عاداتً و تقاليد ، هموماً و مشاكل.

ويبدو ديوان " نبض الليالي " وكأنه نبض وطن بكل موضوعاته، بكل ملامحه الفنية ، بكل لغته الشعرية، كما يرى الشرقاوي، فهو ديوان منحوت من صخر الوطن، يدلّ على ذلك ما تقوله في قصيدة " دنيا العروبة " :مساء الخير للأردن
بلادي اللي ساكنه بروح/ تظل عالبال نهواها و نهوى جوها الساحر"، حيث القصائد الوطنية تشمل (39 ) قصيدة من مجموع قصائد الديوان البالغة ( 49 ) قصيدة.

يقول الشرقاوي إنّه إذا كان نقاد الشعر وباحثوه يقسمون الشعراء إلى نوعين: ذاتي يدور حول محور ذات الشاعر، ويعكس تجربته الشخصية، و غيري يدور حول من وما يحيط بالشاعر من أشخاص وأشياء، فإن " ليالي العموش "شاعرة غيرية عبرت في ديوانها عن غيرها أكثر مما عبرت عن نفسها.

ويمكن تقسيم الديوان موضوعياً إلى محورين: محور وطنى، و محور ذاتي، فالقصائد الوطنية أخذت أربع اتجاهات :الوطن/ بلاد و معالم سياحية، وهي القصائد التي تدور حول المملكة الأردنية الهاشمية كمدن وبلاد و تشمل ( 12 ) قصيدة هي: (عمان وصباح الخير ودنيا العروبة والبحر الميت ويالأردن و مملكتنا و البترا و الزرقا و خط أحمر يا بلادي و اللولوة الهاشمية وأردنا وأعداء الأمة).

وتجمع الشاعرة في هذه القصائد بين الفخر بوطنها وعراقته وجماله ومدح جلالة الملك عبداالله الثاني المعظم في ثنايا الأبيات، أما قصائد الوطن / القيادة الهاشمية المظفرة، فهي القصائد المخصصة لمديح الأسرة الهاشمية وعددها (6)قصائد، وفيها تمدح فيها الملك عبداالله الثاني في ثلاث قصائد هي ( تاج العروبة، يا سيدي ، دروب الخير).

ونلاحظ أن شخصية جلالة الملك حاضرة بقوة في كل هذه القصائد فهو ذو الأصل الطيب المنتمي للبيت النبوي ، وهو مصدر الخير للأردن والأردنيين ، وهو الحكيم الذي يقود البلاد نحو التقدم و الرخاء: (من النسل الطيب يجي عبداالله/الشامخ اللي صورته قدامي)، كما أنّ الوطن/المجتمع بما فيه من الناس والمؤسسات والمناسبات و الأعياد والقضايا والهموم يشمل ( 15 ) قصيدة، وفي هذه القصائد يؤكّد الشرقاوي أنّ الشاعرة تواكب حركة المجتمع بشعرها و تبحث عن كل جوانب التفوق والتميز في قومها وأهلها لتسطره شعراً ، فهي تمدح جيش الأردن العظيم الذي يحمي الوطن و يصون ترابه فى أكثر من قصيدة ، و لا تنسى أن تتحدث عن المناسبات الدينية مثل شهر الصيام ، والمناسبات السياسية مثل الانتخابات والديمقراطية...

و هناك خط يجمع بين كل هذه القصائد و يربطها وهو ربطها بالوطن و بشخص الملك عبداالله الثاني المعظم الذي هو قاسم مشترك بين كل الموضوعات التي تحدث في المجتمع الأردني ،و الذي تستمد منه الشاعرة العون و الرجاء لكل الوطن و المواطنين.

وتتناول الشاعرة في ديوانها العديد من الدول العربية في ( 8 ) قصائد قصيدتان تتحدث فيهما عن الاعتزاز بالأخوة العربية فى ( يا خوي )، وعن الوحدة العربية القائمة بين الشعوب ، و المرجوة على مستوى السياسة في ( بلاد العرب)..

أما القصائد التي كتبتها عن الدول العربية فقد خصت فلسطين بقصيدة (فلسطين الحبيبة )فتقول :"يافلسطين الحبيبة انتي يادار الأحبه/انتي بقلوب النشامى شعب عبداالله الشريف"، كما تخص مصر بقصيدة ( نحبك يا مصر ) ، ودولة الإمارات العربية المتحدة بأربعة قصائد، مما يعكسإعجاباً متنامياً ، وتقديراًكبيراً لهذه الدولة و حكامها...

أما المحور الثاني و هو المحور الذاتي الذي عبرت فيه الشاعرة عن نفسها فقد جاء قليلاً جداً إلى جانب المحور الوطني فثمانية قصائد فقط كتبت الشاعرة فيها نفسها ، ولكن يبدو أن وطنيتها العارمة لا تتيح لها الحديث عن النفس بشكل خالص، فأحياناً كانت تقتحم عليها قصائدها الذاتية مثلما حدث في قصيدة (أنا أردنية) التي تبدأها بقولها :
"أنا أردنيه والفخر إلزامي/دارٍ مقامه في فؤادي سامي"، وفي قصيدة (ورد القصيد) تبدأ بالفخر بشعرها فتقول :"خذيت من ورد القصيد عطوره/ ومن كل أنواع الكلام اشكاله"، لكنها لا تلبث أن تفخر بقومها و أهلها و وطنها الأردن ثم تصل لقمة الفخر.

و تكتفي الشاعرة بست قصائد فقط للحديث عن ذاتها دون خروج للفخر بالوطن و هي: ( بيت القصيد ، عناوين العذاب ، هجرك ، مساء الخير ، ماعادلك ، يا يمه)، وكأنها كما يقول الشرقاوي تفرغ لنفسها أخيراً ، في ست قصائد من أروع قصائد الديوان لتنساب عذوبة، وتترقرق كقطرات الندى في الصباح الباكر، وتنداح أريجاً من هيام و عذاب و دموع، لتخرج الأنثى أخيراً التي خبأتها تحت قصائد الفخر و المديح ، وتترعرع شجرة العشق في ظلال القصيد دوحة من شغاف القلب و حديقة من الوجد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :