بدأت جائزة تمبلتون تكتسب مصداقيتها منذ يومها الأول، فالأم تيريزا كانت الحاصلة الأولى عليها، واليوم، وبعد نحو خمسة وأربعين عاماً يحصل عليها الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ليكون الشخصية السياسية الأولى التي تتسلّمها، وليحظى بتنويه لم يحصل عليه غيره أحد من قبل.
كلّ من كانوا قبله شخصيات دينية أو علمية أو مجتمعية قدّموا الريادة في مجالهم الهادف إلى التعايش الحقيقي بين الأديان والمذاهب والملل والطوائف، ولكنّه السياسي ورجل الدولة الأول الذي يدخل إلى القائمة، ومن التقديم للجائزة نعرف أنّه يمتلك كل الصفات السابقة، غير المسبوقة من غيره، كما جاء في بيان الأسباب الموجبة:”ومنذ توليه مسؤولياته يستمر الملك عبد الله الثاني ببذل جهود تحقيق الوئام داخل الاسلام وغيره من الأديان، ولم يسبقه في هذا المضمار أيّ زعيم آخر على قيد الحياة، وغالباً ما حملت هذه الجهود الكثير من المخاطر والتبعات، ولكنّه لطالما قام بها بكل تفان وتواضع”.
ليس دورنا، هنا، أن نستعرض كلّ ما جاء في الاسباب الموجبة، ولكنّها كثيرة ومهمّة، وهي تؤكد باختصار على الوصاية والولاية الهاشمية “العبدلية” على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القُدس، وهذا هو الأهم في تقديرنا في هذا الظرف السياسي التاريخي الذي يضع فيه صاحب الجائزة القُدس خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه في حال من الأحوال.
نبارك للملك عبد الله بن الحسين ولكلّ الأردن على الجائزة، فهي تأتي في وقتها المناسب، ويبقى أنّ “تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم” تختصر سياسات الملك ومن خلفه الأردنيون والعرب، و”الكلمة السواء” هي الحقّ واستعادته من الذين سلبوه أياً كانوا، وللحديث بقية...
السبيل