قبل أسبوع قرأت على الفيس بوك , أن شيخا يقوم بفك السحر وأنه يستطيع أن يصنع لك (حجابا) قيما يحميك من شرور الحساد بصراحة أنا وممدوح العبادي نتعرض للحسد , ربما بفعل الوسامة المفرطة أو الوعي أو الجمال ..لا أعرف لكني نصحت ممدوح أن نذهب لهذا الشيخ ..رفض ممدوح , وأنا ذهبت إليه .
جلست عنده على عتبة المنزل , وكان وجهه يفيض بالإيمان وسألني : ماهي علتك يا فتى , وماذا تريد ..قلت له : أريد (حجابا) يا سيدي الشيخ , حجابا قوي المفعول , بحيث يجعلني حين أعود للكرك أيام الخميس أشعر بالطريق كأنها جدائل البنات الكركيات ..وأسير على حواف الحناء فيها , وأتمنى أن لا ينتهي الطريق ...إصنع لي حجابا , يجعل تلك الجدائل تطوقني بالغرام ..فالغرام يا سيدي الشيخ , مهنة لايجيدها الوزراء ولا الرؤساء ولا النواب يجيدها فقط ..من أبحروا في اللغة والعيون وخطوا على الأجفان بعضا من نبض قلبهم.
يا سيدي الشيخ اصنع لي حجابا أيضا , يدلني على البدو قبيل معان بنبضة قلب أو ساعة , أو مرور غيمة ...أريد أن يغفو قلبي لديهم , وأريد أن أخط على رملهم خطاي ...وأتعلم منهم كيف هي خسارات العمر والعشق , تصبح سرابا يطويه عازف ربابة بين يديه ويحيله ..لقصيدة نبطية , ترقص لها حبات الرمل .
يا سيدي الشيخ ..
أريد ( حجابا) أعلقه في صدري , فقد أتعبتني الأيام ...حجابا يجعلني أرى نفسي في عيون البنات , الوادعات ..حين يهبطن على شباك العمر , ويناغي هديلهن قلبي ..وأغفو على خد واحدة منهن ..تحيل شيباتي التي نبتت على غفلة , وتجاعيد الأيام لكذب وأرى وجهي في عيونها فتى من الجنوب ..ما زال على علاته يؤمن أن الحب داء ودواء وطني ..
يا سيدي الشيخ ..
اصنع لي حجابا , يبدو لي أن الحلول قد اختفت ما عاد ينفع لا الكلام ولا الصراخ , ولا حتى الغضب ..عل (حجابك) يفك تلك العقد التي أرهقتنا ...
يا سيدي الشيخ .. صدقني أن الوضع (بدو حجاب) .
الرأي