من حقنا ان نعيش حياة فضلى من غير خوف او وجل ، ومن حقنا أن تطمئن على مصير ابنائنا ومصير هذا البلد الذي نخافة من التجاذبات بين هذا وذاك ، ولهذا نتمنى أن يدرك الجميع ضرورة أن نخرج نحو مرحلة جديدة تخدم تطلعات الناس وتصون البلد من مآلات اي عبث او اي تشظيات تلك هي أمنية بحجم البلد طولاً وعرضاً.
نريد ان تتسع مساحة التفاؤل ، لأننا نقرأ تفاصيل المعادلة وندرك كيف يفكر البعض دون استثناء ، وما الذي يمكن أن تؤول إليه الأوضاع - لا قدر الله - وبالتأكيد فإن اي وجه ليس جميلاً وإنسانياً كما نظن أو كما يظن البعض ممن يرون أن الوجه الأول غير قابل للتغيير ، والحقيقة أن ثمة أشياء غير واضحة ومن الصعب إدراكها بسهولة ، وكل ما نرجوه ونتمناه أن يكون أبناء الاردن هم الأحرص والأكثر مسؤولية تجاه الاردن وشعبه ، ولا شيء سوى حب الاردن يمكن أن يمنع تصرفات الطيش وأنانية العيش ويمنع كل الأزمات المتوقعة.
ان الذين بوسعهم إخراج البلد من أزمته الاقتصادية خاصة المتنفذين واصحاب رؤوس الاموال المكدسة ، لم نرى منهم الا التذمر أو محاولات الدفع به نحو المجهول ، وطالما كان هؤلاء وأولئك سبباً في قضايا وإشكالات ستكون أخطر ما يواجه البلد ، والأوضاع لا تتحمل المزيد من تلك التصرفات ومن أجل مصالحهم ومآلاتهم النفعية ، لذلك نتمنى أن يبدأ هؤلاء في مراجعة مواقفهم ، فهم يدركون سلفاً أن الوطنية ليست بالأنساب ، ولا بالأحساب ، ولا بالسلالات ، ولا بالولاءات العشائرية أو النعرات العصبوية..؟!
في هذه المرحلة بالذات يجب ان نبتعد عن اي فكر ظلامي يعبر عن مخرجات الجاهلين ، الذين يسوقون للافكار السقيمة الملوثة بالعنصرية والفئوية والمناطقية ، وما نخشاه بالفعل أن تسوق وتروّج أفكارهم البغيضة ليُذاع صيتها ويدوّي صوتها لتسري سمومها إلى العقول بالتأجيج والتحريض وزرع الشحناء والبغضاء والحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، وهم يدركون ان تمسكنا وتلاحمنا أكبر قوة بين أيدينا ، فكلنا في سفينة واحدة ، والمطلوب من الجميع الاصطفاف والتماسك والتلاحم خاصة في ظل المرحلة القادمة ، وعلى كل الشرفاء الأوفياء ان يقفوا بجهودهم ضد هؤلاء المكشوفين حفاظاً على بيتنا الكبير الذي هو ملاذنا دائماً في السرّاء والضراء وحين البأس ، لذا لا داعي للمزايدات والمماحكات والمشاحنات خاصة عند المتمصلحين الذين فقدوا مصالحهم ، وأصبح هدفهم واضحاً وضوح الشمس وهو عرقلة مخرجات امننا وأماننا وإعاقة مسارنا التنموي ، وإفشال مشروع المواطنة االحقة ، وما يلقّاها إلا الذين صبروا.. وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم..!!.
لسنا ضد الحراكات السلمية لاستعادة حقوق الوطن والمواطن كاملة ، وتعرية الفساد وغرس قيم الديمقراطية الحقة وأن نعمل وتجاهد بكل قوة من أجل ذلك بعيدا عن الاسترضاء والمداراه ، لذلك نتمنى من الحراكات الوطنية المؤمنة بالتغيير والتطور والتحول والتجدد ضمن قاعدة المواطنة المتساوية دون تمييز أو استثناء عدم الاذعان أو الاستسلام لأصحاب الأصوات العالية ممن يحاولون استغلال الظرف من اجل تمرير احندتهم ، والذين يحاولون إعادة إنتاج انفسهم مع كل متغير .
وأخيرا .. فاننا لن تسمح لأي كان ومهما كان ، العبث بمقدرات الوطن ومكتسباته ، وأن لا مجال للمساومة ، في ما يتعلق بكل ما يهدد أمن الوطن والمواطن ..
والله ولي التوفيق.