وسام شرف جديد يقلده جلالة الملك من جديد لرجل من الرجالات التي ما زال التاج مطبوعا على جبينهم، ليضاف إلى أوسمة الفخر والاعتزاز التي تمتلئ بها ذاكرتهم العسكرية.
ليس من عشيرة كبيرة لكنه كبير، أراده جلالة الملك أن يكون حلقة الوصل بينه وبين سائر مؤسسات الدولة، وعهد اليه مهمة تعزيز التواصل بين الديوان الملكي وأبناء وبنات الشعب الاردني الوفي، ليس له أية ارتباطات خارجية ولكنه خير من جسّد بحسن أدائه الوظيفي أجمل صور الخدمة العامة، لا يحمل ملفات وأجندات ومشاريع غير تلك المتعلقة بالوطن وخدمة المواطن،
انه معالي يوسف العيسوي، يصفه رجالات كثر عرفوه عن قرب من خلال العمل العام على مدى ستين عاماً، أنه رجل خبرة، يحترم العمل ويقدس الوقت، وهذا ليس غريبا على كل من تخرج من مدرسة القوات المسلحة، ليس غريباً أن يقلده جلالة الملك وسام شرف من جديد، فذاكرته ما زالت تزخر بمنظومة كبيرة من القيم والمُثُل والتقاليد التي كوّنَت بمجملها شخصية الرجل وصبغت حياته بخبرات متنوعة، شخصية متكاملة سلوكا وانضباطا واحترافا وخُلقا، الإخلاص والتفاني في أداء الواجب ونكران الذات شعاره وعنوانه جسده الضابط المتقاعد يوسف العيسوي قولا وعملا داخل وخارج حدود الوطن .
وشهادة حق ممن عرفوا الرجل عن قرب وليس غيرهم أن هذا الرجل ما زال على العهد وعلى ذات اليمين ينبض قلبه حبا للوطن وقيادته، وما زال على القسم الذي أقسمه قبل ستين عاماً عندما دخل الجيش، لم تغيره الأيام والسنون روحه لا تهفو الا لتنفيذ رؤى جلالة الملك الحكيمة في أن تبقى أبواب الديوان مفتوحة أمام الجميع، لكي يكون كما كان على الدوام بيتاً وموئلاً لكل الأردنيين، بيتاً يجدون فيه المرجع والملاذ الذي يفيئون إليه لإيصال صوتهم أو قضاء حاجاتهم وخدمتهم بما لا يتعارض مع القوانين والأنظمة، ومبدأ العدال والمساواة والشفافية.
أجزم ان هذا الرجل قبض على جمر الصبر طويلا حتى صار بيتاً للخبرة وهو الان لا يسعى وراء المناصب ولا ينشد الجاه ولا يبحث عن مغانم، لكنه يصدع لرغبة جلالة الملك، ورؤيته أن هناك الكثير في جعبة أبي حسن لتقديمه لأبناء الشعب الأردني من خلال تواجده في هذا المنصب كيف لا وهو يقول له في رسالته: تابعت عن كثب أداءك وعطاءك المتميز في كل المواقع التي حللت فيها، وكنت مثالاً في تحمل المسؤولية والحرص على النهوض بالواجب، بمنتهى التفاني والأمانة والإخلاص. وإنني على ثقة بأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية، وستجد مني كل الدعم والمؤازرة.
وفي الختام لعل رئيس الديوان الملكي ليس بحاجة إلى شهادة من أحد، مهما تقوّل القائلون، وتفيهق المتفيهقون، وتشدّق المتشدقون، وتخرّص الخراصون... فشهادة سيد البلاد تكفي فقد رأى فيه وفاء كبيراً لقيم الجندية أولاً نأى به دائماً عن الصغائر والضغائن، أهدافه ومقاصده نبيلة كنبل مواقع العمل العام الذي كان عليه دائما، قابضا على جمر الاسم والمسمى في زمن الوجع.