"الأوراق الملكية" اختزلت الكثير
محمد يونس العبادي
24-06-2018 01:16 PM
منذ أعوام قليلة طرحت القيادة الهاشمية أوراقاً ملكية للنقاش، حملت في مضامينها مفاهيم الحرية والديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية والحكومات البرلمانية، بالاضافة إلى أن الخطاب الملكي خاصة للشباب حثهم على الدوام للتحرك في الفضاءات السياسية.
هذه المفاهيم التي "انسابت" إلى وجدان المجتمع الأردني وأسلوبه السياسي، نجحت في ترك أثر كبير ليس أدل عليه مما شهده أسلوب الأردني في التعبير عن ذاته.
فعلينا إدراك الأثر الذي تركته الأوراق النقاشية، باسهامها في تكريس عدد من مفاهيم الحراك السياسي، إذ أن كثيراً من مفاهيمها تغلغلت إلى المجتمع الأردني ووجدانه، ووعيه، ومنذ أن طرحت الأوراق النقاشية، في فترة حراك الشارع، وما وصف بالربيع العربي، انسابت مفاهيمها بهدوء إلى الشارع.
ومصدر قوة هذه الأوراق، أنها جاءت من القيادة، التي هي في الوجدان والوعي الأردني ذات مكانة تستدعي دوماً النقاش والحوار في المجالس والمنتديات العامة.
فجلالة الملك كان قد دعا في ورقته الأولى، عام 2012، المواطنين إلى الدخول في حوار بناء حول القضايا الكبرى التي نناقشها، والتي أكدت في حينها أن نجاح ديمقراطيتنا" لا بد من استمرار الحوار والنقاش".
وهذه التجربة الأردنية التي بلغت من العمر (8) سنوات، بدأت تؤتي أكلها، بما نشهده اليوم من حديث عن فضاءات سياسية تقدمتها الأوراق النقاشية بعناوين ومفاهيم، لربما لو جاءت من مركز آخر لاحتاجت إلى عقودٍ.
فعلينا اليوم إدراك أن الأوراق النقاشية نجحت في ضخ مفاهيم إيجابية حول الطريق الذي نريد، كما علينا الإعتراف أن البعض "استعصى" عليه فهم مرامي هذه الأوراق بداية، ولكننا اليوم ندرك أنها تركت الأثر الكبير في الحياة السياسية الأردنية والشأن العام.
وعناوين الأوراق هي : " مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية" و "تطوير نظامنا الديمقراطي خدمة لجميع الأردنيين " و "أدوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة" و "نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة" و"تعميق التحول الديمقراطي: الأهداف، والمنجزات، والأعراف السياسية"و"سيادة القانون أساس الدولة المدنية" و"بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة".
ختام القول، إن ما شهدناه من حراك شعبي، حمل عناوين الحقوق والواجبات، واستئناس المشاركين به بما ورد بالأوراق النقاشية الملكية، يعد مؤشراً على أن الأوراق الملكية اختزلت الكثير من المفاهيم التي ضختها بالذهنية العامة.