الفوضى في الأردن وشبهة التوقيت
أ.د. أمل نصير
24-06-2018 11:05 AM
الأحداث الأخيرة في الأردن بدءا من الحراك الشعبي، وإقالة الحكومة، ثم تشكيلة الوزراء إلى تغييرات الديوان، وصراع عدد من النواب مع الحكومة من جهة، ومع الشعب من جهة أخرى كلها مثار نقاش محموم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما جعل بعض المراقبين ينساق إلى نظرية المؤامرة من جديد، فحجم الفوضى أكبر من فرضية الصدفة، ولا يوجد إجراءات جدية تسعى للتهدئة، فهل ما يحدث هو جزء من الفوضى الخلاقة التي ستفضي إلى تغييرات في المنطقة من أهمها مخرجات صفقة القرن؟
فرق عديدة من الجيش الالكتروني الأردني باتت جاهزة على مواقع التواصل الاجتماعي لتجتاح الفضاء الملبد أصلا بأنواع الغيوم العاصفة، فتنتقد أداء مجلس النواب وتنعته بأقسى الكلمات كان آخرها انتقاد النائب الذي أساء لمرضى السرطان، فكالت له أقسى أنواع الشتم مدخلة تقنيات جديدة إلى المشهد الالكتروني من تسجيلات صوتية لمصاب بالسرطان يتحدث عن تجربته المريرة، وجدة محبة لحفيدها تؤكد شفاءه التام من المرض، وتسأل النائب: إن كنت ملكا للموت فلماذا لا تذهب إلى اليهود بدلا من أحبتنا المرضى؟! وأخرى عادت تتذكر من رأته أصل المشكلة؛ أي رئيس الوزراء السابق كونه أول من أساء لمرضى السرطان بحرمانهم من العلاج وتتمنى له أقسى العقاب.
أما معلولية الوزراء، فقد عالجها المغردون من جوانب عدة، فوجدوها سببا لما نحن فيه من أزمات اقتصادية واجتماعية؛ لأن الحكومة المعلولة بعلل جسيمة ستأتي بقرارات عليلة أيضا، أليس العقل السليم في الجسم السليم؟! إضافة لما فيها من نهب للمال العام الذي يدفعه المواطن ضرائب عديدة.
رئيس وزراء أسبق قفز من مأمن راحته، ومن برج المراقبة الخاص به بعدما اتهم بأنه هو من عين بصورة مخالفة مدير الضريبة المتهم بالفساد نافيا أن المتهم كان مدير حملته الانتخابية، ولكن هيهات له الإفلات، فرد عليه المغردون بنشر تفاصيل دقيقة عن علاقته بكل أفراد العائلة بما في ذلك لحام العائلة، والشيء بالشيء يذكر إذ نشروا تسجيلات له وهو نائب ليذكروه بما قد مضى، وفقد أكثر من مليار ونصف تطالب قناة فضائية الرزاز بالبحث عنها!
وفي ظل هذه الفوضى والشعور بالغضب والأسف على ما قام ويقوم به المسؤول الأردني وقعت تصريحات رئيس مجلس الأعيان بتقديم الأردن 10 مليارات و300 مليون دولار للاجئين السوريين وقع الصاعقة، فأتى جواب الجيش الالكتروني: وهل تريدون منا أن نعوضكم اليوم عنها من خبزنا ودفئا وصحتنا؟! وسالوا اين ذهبت المساعدات التي جاءت للاجئين؟! ولماذا هذا التساهل بحقوق الأردنيين؟! وأي إهانة أكبر من تقديم قرض بـ 100 مليون مساعدة من ميركل مقارنة بهذه التكلفة الباهظة.
التطورات المتسارعة في الأيام الأخيرة من تهشيم لمن تولى مسؤولية ونبش في الملفات القديمة والجديدة على حد سواء، وما يجري على الحدود السورية، وصفقة القرن، والحركة النشطة من الأردن وإليه أثارت شبهات ربما تكون وراء هذه الفوضى في هذا الوقت، فإذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في الأردن علينا أن نعرف ماذا يجري في أمريكا الآن.