دول اوبك وشركاؤها يقرون زيادة في انتاج النفط
24-06-2018 10:14 AM
عمون- أقرّت دول منظمة اوبك مع روسيا وشركائها غير الاعضاء السبت كما هو مقرر مبدأ زيادة انتاج النفط الخام لكن الخبراء اعتبروا الاتفاق "غامضا" ولن يؤثر بشكل كبير على الاسعار أو يلبي مطالب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بخفض أسعار النفط لفصل الصيف.
وصرح وزير النفط الانغولي ديامنتينو ازيفيدو في أعقاب الاجتماع الذي شاركت فيه الدول ال14 الاعضاء في اوبك وعشر دول أخرى غير اعضاء "نحن متفقون على المبدأ" وذلك غداة قرار في هذا الصدد صدر عن المنظمة.
وتعتزم مجموعة الدول الأربع والعشرين التي تؤمن أكثر من 50% من الصادرات الدولية ان تؤمن حصصها "بنسبة 100%" وبشكل جماعي بحسب الاتفاق في 2016 وهو أمر لم يتحقق في الواقع.
وتقول السعودية ان ذلك يمكن ان يمثل زيادة بنحو "مليون برميل في اليوم" وهو رقم لم يرد في البيان الختامي الرسمي.
وشهد التوصل الى الاتفاق الذي أيدته الرياض وموسكو تنازلات أمام إيران التي ترفض أي زيادة كبيرة في الانتاج مع إعادة فرض العقوبات الاميركية عليها والتي تحد من قدراتها على استخراج النفط وانتاجه.
وفي إشارة إلى شكوك المستثمرين أقفل النفط على ارتفاع مساء الجمعة مع تحسن ب2,50 دولارين الى 75,55 دولارا لنفط برنت الاوروبي في بورصة لندن بينما بلغت هذه الزيادة 3,04 دولارات الى 68,58 دولارا لنفط "دبليو تي آي" في نيويورك.
وعلق جو ماكمونيغل المحلل لدى "هيدغي" انه "اذا كان الهدف خفض أسعار النفط الخام فلم ينجحوا في ذلك".
ويخشى المستثمرون تراجعا محتملا في العرض الدولي في الوقت الذي يواصل فيه هذا القطاع انهياره في فنزويلا وبينما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الايراني.
- زيادة محددة بالارقام -
الا ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه الجمعة بين الدول الاعضاء في المنظمة والدول غير الاعضاء والتي أبرمت اتفاقا في اواخر 2016 يحدد سقفا للانتاج، "غامض جدا" بحسب العديد من المحللين وهناك تباين في التقديرات لعدد براميل النفط التي ستصل الى الاسواق فعليا.
وشددت روسيا والسعودية السبت على ان الدول القادرة على زيادة الانتاج يمكنها التعويض عن الصعوبات التي تواجهها دول أعضاء أخرى في بلوغ حصصها على غرار فنزويلا.
واعتبر وزير النفط السعودي خالد الفالح ان "السوق ربما اساءت تقدير الى أي حد نحن مستعدون للتدخل".
وتمكن نظيره الايراني بيجان نمدار زنقنة الذي لم يحضر اجتماع السبت حفظ ماء الوجه وأكد الجمعة ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه يتوافق مع "ما اقترحته ووافقت عليه" اي "احترام الاتفاق 100% ولا شيء أكثر".
الا ان بابلو شاه المحلل لدى "سي اي بي آر" يقول ان "المستثمرين كانوا يأملون باجراء أقوى مع زيادة محددة بالارقام لاهداف الانتاج".
- طمأنة الاسواق -
في مسعى منه لطمأنة الاسواق، أكد الفالح السبت ان عملاق النفط الوطني ارامكو سيعيد اعتبارا من تموز/يوليو المقبل اطلاق انتاجه "أكبر من حصة السعودية".
وساهم التزام اوبك وشركائها منذ مطلع 2017 بالحد من استخراج النفط في ارتفاع جديد للاسعار الى اكثر من الضعف في غضون عامين.
لكن ارتفاع اسعار المحروقات يثير قلق الاقتصادات الكبرى وانتقد ترامب اوبك في الاسابيع الاخيرة متهما اياها بعدم التحرك.
وكتب ترامب في تغريدة في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة قرارها "آمل ان تزيد اوبك من انتاج النفط بشكل ملحوظ اذ علينا الابقاء على الاسعار متدنية".
يقول جيوفاني ستاونوفو المحلل لدى "يو بي اس" لوكالة فرانس برس ان ترامب "في أسوأ وضع ممكن قبل فترة قصيرة من انتخابات (منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر). فقد خفض الضرائب بشكل ملحوظ لكن الاجراء لا يعطي نتيجة".
واذا كان بعض المراقبين اعتبروا ان قرار اوبك جاء بايعاز من واشنطن، فان الفالح أقر بان الولايات المتحدة لها اهميتها لكن فقط بصفتها مستهلك مهم.
من جهته، علق وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ساخرا "نستخدم مؤشرات عدة من الاسواق لاتخاذ قراراتنا وتويتر ليس جزءا منها".
واذا كانت الاسعار ازدادت فجأة على المدى القصير فبعض المراقبين يبدون موقفاً متأنيا. ويقول المحللون لدى وود ماكينزي ان "العرض من اوبك سيلبي الزيادة التقليدية في الطلب في الربع الثالث" والتي تتزامن مع بدء إجازات الصيف، ويتوقعون بالتالي ان تظل الاسعار مستقرة. (ا ف ب)