لا يكاد ان يعين مسؤول في الدولة الاردنية، الا وتثار حوله العديد من التساؤلات، وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض لقرار تعيينه، ويتباين حجم الاختلاف بقدر اهمية المسؤول والموقع الذي يشغله، فالزوبعة التي اثيرت بعد تعيين معالي يوسف العيسوي رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، كانت بحدودها الطبيعية، فالرجل يراس اليوم بيت ومرجع وملجأ الاردنيين، وهذا من اهم المناصب في الدولة الاردنية، كما انه لم يصل الى هذا الموقع الا بعد ان كابد الشدائد، وتجاوز العوائق وانتصر عليها، وفاز بثقة القائد جلالة الملك عبد الله الثاني .
الحراك الاردني المنضبط الذي تعانق به العسكر والمواطنون، بحضور الحسين "الثاني" ولي العهد الامين، هذا الحراك اعاد رسم المشهد والاولويات والاتجاهات في الدولة الاردنية، حيث خرج علينا "راعي الهدلة" الملك المفدى متفقا مع ابناء شعبه ومؤكدا من جديد ان كرامتهم ومصلحتهم فوق كل الاعتبارات، وان بقاء المسؤول او اقالته مرتبط بما يقدم من خدمة تنعكس عليهم، فظروفنا صعبة ومحيطنا ملتهب والأخطاء والاحتمالات مرفوضة، من هنا جاء تعيين "ابو الحسن" في المكان والزمان المناسبين .
من ايجابيات الرجل ايضا انه تدرج في الخدمة العسكرية، من جندي متميز الى ضابط لامع، عاش حياة العسكر، فماتزال الكثير من المصطلحات العسكرية، تتردد في ذاكرته "معتدل سر، والمشي السريع والبطيء، والقايش والفوتيك"، فعرف خو والجفر ورم وجبال الشوبك والموجب وسفوح شيحان وذيبان، استدان على الراتب، عرف ان زملاء السلاح هم اكثر الشرائح التي تسهر وتتعب، وهم من اقل الدخول المالية مقارنة بالجهد المبذول، يعرف ان الكثير من ذويهم ينتظرون رواتب ابنائهم بفارغ الصبر لدفع الاقساط الشهرية ،من هنا فانه مطلبنا.
ابو الحسن، انت مطلبنا لأننا لا ننكف عن المناداة، بان يكون المسؤولين يعرفون همومنا واحتياجاتنا، فهو عاش حياة التقشف والبساطة ونبل الفقراء منذ نعومة اظفاره، في مخيم الحسين وقدم لنا دروسا مجانية بان سر النجاح هو الثقة بان الله لا يخيب المجتهد المثابر الصابر، فلا توجد قرية اردنية لم يعرف تفاصيل حياة اهلها حتى اصبحوا يشعرون انه صديقهم، فالرجل كما يذكره زملاؤه في القوات المسلحة، كان اول من يدخل للعمل واخر من يخرج منه لا يكل ولا يمل من العمل والانجاز والتفوق.
رئيس الديوان الجديد مطلبنا، لانه يعمل بصمت وبعيدا عن الاضواء والبهرجة الاعلامية، وهنا اتذكر ان جلالة الملك زار الاغوار الوسطى، واشتكى له المواطنون من الذباب وزيادته، فامر جلالته بحل المشكلة فورا، وفي اليوم التالي ترأس العيسوي فريقا وزاريا مكونا من سبعة وزراء، عندما حضرت ضمن مجموعة التلفزيون الاردني، بناء على طلب ثلاثة من الوزراء ، فكان لقاؤنا الساعة الثامنة صباحا مع الفريق في مركز الشرطة البيئية في منطقة الزارة "البحر الميت"، وعندما شاهد ابو الحسن الكاميرا، طلب منا وقف التصوير، وقال جئنا هنا لحل المشكلة لا من اجل اخذ الصور، وعندها شكرنا وطلب منا العودة الى عمان.
سيدي انت مطلبنا لاننا ندرك ان بيت الاردنيين العامر، سيبقى الخيمة التي ناوي اليها عندما تشتد علينا الازمات والمشاكل، وان البيت الهاشمي لا يغلق في وجه من يطلب المساعدة او صاحب حاجة او مظلمة، حفظ الله الوطن والملك المعزز عبدالله الثاني والشعب.