زيارة ميركل وملف اللجوء وجنوب سوريا
د.مهند مبيضين
24-06-2018 01:38 AM
البداية السورية مع مطلع الصيف تجاه الجنوب واضحة، والحديث عن تفاهمات وضبط للحدود لن يكون بدون موافقة سورية صرفة، ومباركة روسية، وإيران لن تخرج من سوريا بالصيغة التي يراها البعض بسهولة، إذ تعمق إيران وجودها بشكل كبير كل يوم في دمشق ومراكز المدن الأخرى وفي الجبهات الرئيسة، ولا يقتصر ذلك الحضور أمنيا بل أصبح اقتصاديا وسكانياً.
سوريا ليست على أجندة الأمريكان بشكل رئيس، الأزمات الأخرى أكثر أهمية على ما يبدو، فأزمة كوريا أكثر أهمية، والعلاقة الجمركية مع الاتحاد الأوروبي تستنزف المجهود الرئاسي لفريق الرئيس ترامب.
الأمريكان لا يتحدثون عن سوريا بكونها معظلة، ولديهم رؤية بأن لا بديل موضوعي عن الأسد، في ظلال معارضة ممزقة ومنقسمة، والصوت الأكثر رواجا هو: اتركوا الروس وشأنهم مع حلفائهم، فهذا أيضا يسهم باستهلاك القوة الروسية.
الأردن يدرك شكل النظر الأمريكية عرضاً وعمقاً، ويعرف أن حواف سوريا الجنوبية ستكون مزعجة إذا غفلت الدولة الأردنية عنها، واليوم يعيد الأردن رؤية قالها معروف البخيت من أكثر من خمس سنوات بضرورة الإبقاء على علاقة مع مؤسسة الجيش العربي السوري حتى لا يتكرر مشهد العراق 2004 بعد حل الجيش وفناء النظام الحكم آنذاك.
الصيغة الأردنية لجنوب سوريا لا تسعى لفصل الجنوب عن الأزمة السورية برمتها، كما يرى البعض، لكن المتاح التدخل لنا به هو مسألة الجنوب وضبط الحدود، لكنه تدخل لا يفيد إلا أمنيا، ولا يسهم بعودة فتح المعابر وبالتالي عودة الاقتصاد كعنوان لأحد أهم أولوياتنا.
مع العراق خسرنا حين تركنا إيران تسيطر وتركناها هي التي تحدد علاقتنا الاقتصادية بحكومة المالكي وحتى اليوم، ومع سوريا يكون الدرس قاسيا إذا ما تركنا الأمر يتكرر كما حدث مع العراق، لذا يجب العودة للحديث مع النظام السوري وتأمين عودة فتح الحدود بين البلدين للتبادل التجاري.
لا نهاية منظورة للأزمة السورية، التي قد لا تنتهي قبل عام 2024 سياسياً وستظل آثارها الاجتماعية عابرة، لعقود، والمهم أردنياً التفكير بمصالح الدولة الأردنية، ومساعدة السوريين على الإبقاء هويتهم ودولتهم موحدة.
لا نسخة عراقية في سوريا إلا بقدر التدخل الإيراني، ولا تغيير في النظرة الأمريكية للأزمة، وأوروبا اقل حماساً اليوم لاستقبال اللاجئين، لا بل بعض الدول تفكر بالتخلص مما فاض عليها من الهجرة السورية، هنا نتذكر أن المستشارة الألمانية ميركل جاءت لعمان وبيروت بهذا الهاجس الكبير والذي عنوانه اللاجئون السوريون، الذين باتوا مصدر ضغط عليها.
الدستور