عمون - عقد منتدى التنمية والثقافة والحوار مؤتمرًا في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت عنوان "من أجل تدعيم أسس التفاهم بين أهل الأديان والثقافات"، بالتعاون مع مؤسسة دان ميشين الدانماكية وجمعية الأمل العراقية، وسط مشاركة وفود من الأردن ودول عربية وأجنبية.

وشارك في حفل الافتتاح المطران بولس مطر، مطران بيروت للموارنة، والنائب بهية الحريري، ممثلة عن راعي المؤتمر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ومدير منتدى التنمية القس رياض جرجور وممثلون عن الاتحاد الاوروبي ودان ميشن.

وفي ندوة خصصت للحديث عن الخبرة الأردنية في مجال الحوار والعيش المشترك، تحدثت السيدة ايمان الهنداوي مديرة دائرة التطوير في "هيئة أجيال السلام"، وابرزت عددا من الانشطة التي تقوم بها الهيئة، للتقريب بين الطلاب على ثقافة تقبل الاخر المختلف. وبدوره أبرز مدير المركز الكاثوليكي للدارسات والإعلام الأب رفعت بدر في مداخلته، دور الأردن في مجال الحوار. وقال: "خطت المملكة، بمؤسساتها الرسمية والأهلية، خطوات جبارة في مجال حوار الأديان، مما أهّلها أن تكون رائدة في هذا المجال في العالم كله. فبعد استقبال البابا بولس السادس عام 1964 ومن بعده البابوات يوحنا بولس الثاني 2000 وبندكتس السادس عشر 2009 وفرنسيس 2014، تم التركيز خلالها على بُعد الحوار بين أتباع الأديان كعنصر أساسي في صنع السلام بين الشعوب والتآلف بين القلوب".

ولفت إلى الأردن أول بلد شرق أوسطي دعا وشارك ونظم مؤتمرات الحوار منذ عقود، كما أطلق العديد من المؤسسات الحوارية والمبادرات التي أصبحت عالمية كمؤتمر العرب المسيحيين، ورسالة عمّان وكلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان، مشددًا على دور جلالة الملك في الحفاظ على وضعية القدس التاريخية، ودعوة جلالته لتطبيق الشرعية الدولية، والتمسّك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدّسة.

وخلص الأب بدر بالقول: "رغم الجراح اليومية، نؤمن كأسرة بشرية، بأننا مؤهلون لصياغة ربيع جديد في العلاقات الإسلامية المسيحية، فلدينا في هذا العصر البابا فرنسيس وبطاركة الشرق المؤهلون لتقديم إسهاماتهم، ولدينا جلالة الملك عبدالله الثاني الذي لا يألو جهدًا لتبيان الصورة الناصعة للإسلام، والدفاع عن الحضور المسيحي في الشرق، ولدينا كذلك الإرث التاريخي العربي المسيحي الإسلامي المشترك، وكل ذلك من أجل هذا ربيع علاقتيّ جديد قوامه: احترام التنوع والمواطنة والإخاء والمساواة الكاملة بين مختلف الشرائح في مجتمعاتنا".

وضم الوفد الاردني بالإضافة الى بدر وهنداوي كلا من الدكتور عامر الحافي المستشار في المعهد الملكي للدراسات الدينية والدكتور حسان ابو عرقوب من دائرة الافتاء، والشيخ مصطفى ابو رمان، بمشاركة سفير السودان لدى المملكة الدكتور الصادق المهدي.