دراسة: تحولات متوقعة في سوق العمل بعد السماح للسعوديات بقيادة السيارة
23-06-2018 04:56 PM
• التوقعات تشير إلى تمكين المرأة السعودية وتعزيز مساهمتها وتطورها لبلوغ مواقع قيادية ومناصب رفيعة كانت حكراً على الرجال في الماضي.
• الدراسة تشير إلى تولي عدد كبير من النساء وظائف برواتب أعلى عند تمكنهم من القيادة.
• القرار يوفر وظائف جديدة للنساء السعوديات في قطاع السيارات، في حين يؤدي إلى خلق فرص عمل في المدن للنساء القادمات من البلدات والقرى المجاورة.
عمون - أشارت دراسة استطلاعية أجرتها شركة "جلف تالنت" المتخصصة في التوظيف الإلكتروني، أن سوق العمل في المملكة العربية السعودية سيشهد بدايةً لتحولات تاريخية بعد تطبيق قرار السماح للمرأة بقيادة للسيارة.
وبحسب نتائج الدراسة، تنوي الغالبية العظمى من النساء السعوديات (82٪) قيادة السيارة هذا العام، حيث من المتوقع أن يساهم ذلك في زيادة عدد النساء اللواتي يحصلن على مناصب وظيفية عليا كانت حكراً على الرجال بالإضافة إلى دعم الكثير منهن لتحقيق التقدم من خلال الحصول على وظائف أعلى أجراً تقع في مناطق تبعد عن أماكن إقامتهن، فيما سيتسنى للنساء العاطلات عن العمل العثور على فرص عمل جديدة.
تمكين المرأة السعودية وتنمية قدراتها
يمثل التقدم المهني عاملاً رئيساً في مجال تمكين المرأة، وهو أحد أهداف رؤية السعودية 2030. وقد بينت الدراسة الاستطلاعية التي أجرتها "جلف تالنت" أن قيادة المرأة للسيارة ستعزز بشكل كبير من فرص تطورها في مجال عملها عبر منحها امكانية التنقل بأريحية أكثر وخاصة أصحاب المناصب الإدارية وإزالة كافة العوائق اللوجيستية التي حدت من تقدمها في الماضي.
وقالت هلا، مديرة الموارد البشرية الإقليمية في إحدى شركات الإنشاءات بمدينة الدمام، لــ"جلف تالنت": "ترتكز مهام المناصب العليا في معظم الأحيان على التواصل والاجتماع مع الموظفين المتواجدين في مختلف مواقع العمل سواء كانت في داخل الدولة أو خارجها، حيث كان ذلك أمراً أكثر صعوبة في الماضي. وسيتسنى للنساء السعوديات، بعد هذا القرار، الترشح لمناصب قيادية تتطلب السفر إلى كافة المكاتب التابعة للشركة".
ويتوافق كلام مديرة الموارد البشرية مع تجربة أغلبية النساء السعوديات اللاتي شاركن في الدراسة، حيث قالت مي، وهي مهندسة مشروع في مدينة جدة: "بعد السماح لي بقيادة السيارة، سيكون في استطاعتي تولي منصب مدير المشروع، لأن هذا المنصب يحتاج إلى التنقل باستمرار بين المكتب ومواقع المشاريع للإشراف على سير العمل".
تحسين درجة التطابق بين المهارات ومتطلبات الوظائف
وأظهرت دراسة "جلف تالنت" أن هذا القرار سيدعم عملية ارتقاء النساء السعوديات العاملات إلى وظائف ذات مردود مادي أكبر، حيث سيوفر لهن درجة أعلى من التطابق بين مهاراتهن ومتطلبات العمل. وقالت مشاركات كثيرات أنهن عملن في السابق بوظائف أعطتهن أجراً أقل مما يستحقن حسب مؤهلاتهن أو عملن في وظائف بعيدة عن اهتمامهن ومجال دراستهن، وذلك بسبب مشكلة لا علاقة لها بمصالحهن ودراساتهن نظراً لوجود قيود التنقل. وأكدت مشاركِات كثيرات ممن شملتهن الدراسة أنهن سيبحثن عن فرص مهنية أفضل حالما يتمكن من قيادة السيارة.
وقالت سارة، الحاصلة على شهادة في علوم الكمبيوتر وتتمتع بخبرة 6 سنوات في مجال عملها كمحللة مبتدئة في مدينة جدة: "اضطررت للقبول بوظائف ذات رواتب أقل مما تخولني مؤهلاتي العلمية الحصول عليها لكي أبقى قريبة من مكان إقامتي. أما الآن، فسأتمكن من البحث عن عمل أفضل".
وأكد هذا الرأي العديد من أصحاب الأعمال الذين شملتهم الدراسة، حيث قال أحد مدراء الموارد البشرية في جدة لـ"جلف تالنت": "سنتمكن بعد تطبيق هذا القرار من توظيف أعداد أكبر من النساء في مجال المبيعات ووظائف أخرى التي تتطلب العمل خارج المكتب".
وظائف جديدة للمرأة
تهدف رؤية السعودية 2030 إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل ورفع نسبتها من 22٪ إلى 30٪. ومن المتوقع أن تساهم الفرص الجديدة التي تتولد من رحم القرار الجديد في تحقيق هذا الهدف.
وحسب دراسة "جلف تالنت"، ستتمكن شريحة كبيرة من النساء السعوديات في القرى والبلدات الصغيرة، حيث يعمل كثير منهن في مجال التعليم، من الاستفادة من قرار السماح للمرأة بقيادة للسيارة، لأنهن بحاجة للتنقل والعمل في المدن الكبيرة، إذ أن خيارات وسائل المواصلات العامة للمسافات الطويلة محدودة وتكلفتها عالية، ما أدى إلى عدم تمكّن هؤلاء النساء من الخوض في سوق العمل في الماضي. وقال تركي الماضي، مؤسس ورئيس شركة تاڤي الاستثمارية في العاصمة الرياض: "سيتيح هذا القرار امكانية السفر والتنقل بأريحية أكثر من المناطق البعيدة إلى مواقع العمل الواقعة في المدن، كما يفعل الموظفون الرجال منذ سنوات طويلة".
وقالت إحدى المشاركات في الدراسة، واسمها لينا، والتي تسكن بالقرب من العاصمة الرياض: "سأتمكن من التنقل بسيارتي للعمل في مدن أخرى دون الخوف من الجلوس في سيارة مع رجل لا أعرفه وليس من عائلتي".
وبحلول عام 2020، من المتوقع أن يبلغ عدد النساء السعوديات ممن يستطعن قيادة السيارة حوالي 3 ملايين، حسب أبحاث سوقية أجرتها شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، المتخصصة في أعمال التدقيق. وبناءاً على نتائج تلك الأبحاث، من المتوقع أن يشهد قطاع السيارات في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً كبيراً في الطلب، ما يؤدي إلى خلق وظائف جديدة في هذا القطاع للكادر النسائي تلبيةً لاحتياجات الجيل الجديد من مُلّاك السيارات من النساء. كما أعلنت شركتا "كريم" و"أوبر" اللتان تقدمان خدمات الحجز الالكتروني لمركبات الأجرة، عن خطط لتوظيف آلاف من السائقات.
منهجية الدراسة
اعتمدت دراسة "جلف تالنت" على استطلاع الكتروني شمل 400 إمرأة سعودية وعلى لقاءات مع 25 إمرأة سعودية من داخل المملكة، بالإضافة إلى 10 موظفين تنفيذيين من جهات مختلفة في الدولة. وتراوحت أعمار المشاركات في الدراسة بين 20 و60 سنة ومنهن نساء عاملات وأخريات يبحثن عن فرص عمل. أجريت الدراسة خلال شهر يونيو (حزيران) 2018، قبل الموعد الرسمي بتطبيق قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة. ويمكن الاطلاع على التفاصيل الكاملة على الموقع الالكتروني للشركة: www.gulftalent.com
وتعتبر "جلف تالنت" بوابة التوظيف الالكترونية الرائدة على شبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط، حيث تغطي جميع القطاعات والفئات الوظيفية. ويستخدم أكثر من 7 مليون مهني بوابة جلف تالنت لإيجاد الفرص الوظيفية المميزة في كافة أنحاء المنطقة. وهناك أكثر من 9,000 شركة تستفيد من خدمات جلف تالنت لإيجاد المهنيين المؤهلين من المواطنين والمقيمين وتوظيفهم.