كثير مما نتداوله ونساهم بنشره، عبر وسائل التواصل فيه رائحة نتنة، مناطقية تارة، وجغرافية تارة، واقليمية تارة، وعشائرية تارة أخرى، ويجانب الحقيقة، ويقوم على الاشاعات، ولا يخضع للتدقيق والتمحيص والتدبر، ويخلو من الوعي، و يناقض الحرص على المصلحة العامة لبلدنا وشعبنا الاردني الذي يضرب به المثل وعيا وتماسكا.
تدبروا يا رعاكم الله؛ فيما نقرأ قبل أن ننشر. فليس كل ما يقال صحيح، وليس كل ما يصلنا حقيقي، وليس كل منظّر علينا بالمثل والقيم هو زاهد ورع، أو مشروع شهيد! وليس كل من يعمد الى تشويه الناس هو ملاك مطهر، وهناك استهداف لأشخاص أحيانا خدمة لأجندات آخرين ليس الا! وهذه اللعبة باتت مكشوفة.
وتالله، الأردن لا يحتمل كل هذا (السلخ) فيه خارجيا وداخليا. الدنيا تقسو علينا ونحن نجلد بلدنا! ما خلينا قيمة لا للوطن ولا للمؤسسات ولا للاشخاص. شعارنا "الطايح رايح".
كان الله في عون الجيل الجديد، كيف يتحملون كل هذه الموجات من التشويه؟ وكيف يكون تأثيرها على ثقتهم بوطنهم ودولتهم وذواتهم؟!
لا يمكن أن نسمع اشادة أو ثناء أو إشارة الى خير أو الى ايجابية في هذا الوطن! الذي هو من أجمل الاوطان وأنقاها وأبهاها وأكثرها حرية وإنجازا بالنظر لمحدودية موارده وشح إمكاناته، وبالنظر الى ما تحمله و يتحمله من كوارث الاشقاء والاقليم، والعبث الدولي والاقليمي بهذه البقعة من العالم، والتجاهل لمعضلاتها المزمنة.
كلام جميل سمعناه بالأمس من ميركل عن الأردن، وقدمت قرضا غير مشروط بقيمة 100 مليون يورو لنا. اضافة الى 320 مليون يورو حجم مساعدات سنوية. وعبرت عن تقدير واعجاب ببلدنا واحترام له ولقيادته وشعبه التواق للتقدم.
كل من سافر في هذا العالم والتقى الناس يدرك حجم الاعجاب بالأردن والتقدير له، بل والدهشة لما يتمتع به هذا البلد الصغير من قدرة على الثبات والاستمرار والاستقرار ومقارعة الخطوب، بالرغم من كل ما يحيط به من تحديات وأزمات.
هنالك تقدير في العالم لنا وإحساس بنا، اكثر مما نقدر بلدنا، واكثر مما نحس به!!
ليس في واردي أبدا، ولا يمكن أن يكون التهوين من أهمية النقد البناء، والرقابة الشعبية على المؤسسات، وعلى الشخصيات العامة، وليس في مصلحة بلدنا تقييد الحريات أو الانتقاص منها أو محاصرتها او اتهامها. بل المصلحة تقتضي توسيعها وتأطيرها بضوابط قيمية وقانونية؛ لتثمر اصلاحا وترشيدا، ولتعبر عن روح وطنية حقيقية منصفة تواقة لخير الوطن والمواطن.