أختياراً موفقاً وبتوقيت مهم جداً
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
21-06-2018 12:13 PM
ما أن صدرت الأرادة الملكية السامية بتعين معالي يوسف العيسوي رئيساً للديوان الملكي حتى بدأت الصالونات السياسية كعادتها !!! وغير السياسية وحتى رواد المقاهي والمضافات وأماكن السهر والتعاليل تتناقل أخبار وروايات وحكايات عن ذلك الرجل المحترم ، وبعضاً من هذه الاقاويل خرج عن المألوف ودخل في نسج الخيال وأغتيال الشخصية !!!؟؟ فهل ذلك هو نتيجة ثقافة موروثة ؟؟ أم أنها مناكفات سياسية واجتماعية أعتدنا عليها!!؟؟ أم أنها لتصفية الحسابات من قبل الذين لم يحالفهم الحظ في تبؤ ذلك المنصب الرفيع ، والفوز بثقة الملك !!!!!! فالرجل له تاريخه العسكري والاداري في النزاهة والكفأة ، فأنا عرفته عن قرب فالمنصب لن يضيف له الا مزيداً من الانسانية ، ولن تضعف همته كثرة المشاكل وأعباء المسؤولية ٠
فالاردنيون التقطوا خبر تعيين ابا حسن على أنها إشارة إيجابية ومؤشراً على علاقات أكثر أنفتاحاً بين مؤسسة القصر والشارع الأردني ، فشخصية العيسوي الوازنة معروفة بتواصلها المباشر مع مختلف أطياف المجتمع ، ثلاثون عاماً داخل الديوان الملكي حرص خلالها بالابتعاد عن التسلط على مؤسسات الدولة ، وأمضى معظم خدمته متنقلاً بين مضارب البدو وأزقة الوطن من شماله وحتى جنوبه ومخيماته ، وأشرف على الوحدات السكنية لمن ظلت بهم السبل!!! فعندما كان رئيساً للجنة المبادرات الملكية إنعكس عمله الميداني على أحتواء الناس والاستماع لمطالبهم ونقلها بصورة مباشرة لجلالة الملك، فجاء الأختيار بناء على ما قدمه الرجل من خدمات ترجمت رؤى الملك الى واقع ملموس ، فكان دوماً ينقل رسالة الملك لشعبه بأمانة ،،،،،، وكان الرجل يعمل بصمت ويحترم خصوصية الآخرين ، فلا يتردد في الرد على اَي متصل مهما بلغ الوقت ولَم يغلق بابه في يوماً من الأيام وخصوصاً من زملائه المتقاعدين العسكريين ،،،،، فالعيسوي جاء الى الديوان الملكي بترشيح من المغفور له الامير زيد بن شاكر للعمل على حماية وأرشفة الديوان الملكي ووثائقه .. فشهد له بوقتها من عمل معهم ابا حسن من قادة الجيش بذلك الزمن ( زيد بن شاكر وفتحي ابو طالب وَعَبَد الحافظ مرعي وأخرون ) ،،،،، فدلالة تعيين العيسوي هو تعزيز للعلاقة بين القصر والمواطنين عبر مد جسور متينة ٠
فنقد الذات إيجابي جداً وهو أحسن أنواع التحفيز ومكافئة النفس إذا كان نقداً إيجابيا ، فجلد الذات هو اضطراب في التفكير نتيجة الاحباط واليأس والإحساس المتكرر بالفشل !!! فعندما تبلغ المناكفات السياسية ذروتها فقد يضطر أحد أطراف النزاع أن يتمسك بما لا يريد لكي يجعل خصمه يدفع بطريقة عكسية فيتحقق له ما يريد ؟؟؟ وهذه افتراضية يفهمها السياسيون !!!!! فما نراه الأن أن الجميع أصبح مستباحاً ؟؟ وأن المنظومة العامة للسلم المجتمعي الأردني بطريقها إلى الأنهيار !!!