نتانياهو يهدّد بتكثيف العمليات العسكرية ضد غزة
21-06-2018 09:08 AM
عمون- هدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء بتكثيف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة بعد ليلة شهدت تصعيدا في أعمال العنف إذ أغار فيها سلاح الجو الاسرائيلي على 25 هدفا في القطاع المحاصر ردا على 45 قذيفة وصاروخا اطلقتها منه الفصائل الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية.
وقال نتانياهو خلال احتفال عسكري في جنوب اسرائيل إن الجيش لن يتوانى عن "تكثيف" عملياته العسكرية ضد القطاع "إذا ما تبيّن ان هناك ضرورة لذلك".
وأضاف "نحن جاهزون لأي سيناريو ومن الأفضل لأعدائنا ان يفهموا ذلك"، مشيرا الى انه لا يرغب في الدخول في تفاصيل العمليات العسكرية المحتملة مستقبلا.
وأتى تصريح نتانياهو بعيد اعلان الجيش الاسرائيلي ان مقاتلاته قصفت ليل الثلاثاء-الاربعاء حوالى 25 هدفا في قطاع غزة ردا على صواريخ وقذائف اطلقت من القطاع المحاصر باتجاه جنوب اسرائيل.
وقال الناطق باسم الجيش في حديث هاتفي مع الصحافيين "إن منظمات ارهابية وبالاساس حركة حماس اطلقت ليلا 45 قذيفة بينها صواريخ من القطاع على اسرائيل".
وأضاف "ان نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي اعترض سبعة صواريخ فلسطينية، في حين سقطت ثلاثة صواريخ للاسف داخل الاراضي الاسرائيلية بالقرب من مناطق مأهولة أو في مناطق مأهولة بالسكان"، من دون ان يشير الى اصابات بشرية.
وتابع "لقد قضى المواطنون في جنوب البلاد ليلة اخرى في الملاجئ خشية من القذائف، ويعيش اكثر من 200 الف اسرائيلي في الجنوب على مسافة قصيرة من مدى الصواريخ، ومعظمهم قضوا ليلتهم في الملاجئ ان لم يكن جميعهم".
-مشكلة الطائرات الورقية-
وشدد الناطق على ان "الطائرات الورقية والبالونات هي جزء آخر مما تقوم به حماس في محاولاتها للتخريب"، مضيفا "قد تبدو الطائرات الورقية والبالونات مثل لعب الاطفال ولكن يمكنني ان اؤكد انها ليست العابا بل اسلحة تهدف الى القتل وإلحاق الضرر، وقد الحقت اضرارا كبيرة بالزراعة، ووصلت حتى الان الى ابعد من 25 كيلومترا في الجنوب".
ولفت الى ان الطيران الاسرائيلي أغار على 25 هدفا لكتائب عز الدين القسام.
وأضاف الناطق الاسرائيلي "نحن نرد بطريقة محسوبة ومهنية بالنسبة لجميع الأعمال المعادية مثل الأنفاق والصواريخ واعمال الشغب والهجمات والطائرات الورقية والبالونات، ونهاجم اهدافا عسكرية"، مشيرا الى ان "القصف كان الليلة الماضية اقوى واشد، وهو رسالة الى حماس كي تفهم باننا لن نسمح لهذا الوضع بأن يستمر".
وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس بعد ظهر الاربعاء أعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" الفلسطينية التي تضم المجموعات العسكرية للفصائل وبخاصة الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الاسلامي، مسؤوليتها عن "استهداف سبعة مواقع عسكرية صهيونية في غلاف غزة بعدد من الرشقات الصاروخية منتصف ليل امس وفجر اليوم الاربعاء وذلك ردا على العدوان الصهيوني المتواصل في استهداف مواقع المقاومة في قطاع غزة".
واكد البيان "على معادلة القصف بالقصف ولن نسمح للعدو بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته وستتحمل قيادة العدو المسؤولية الكاملة عن اي عدوان وستدفع ثمن عنجهيتها".
وقالت مصادر طبية فلسطينية في القطاع ان خمسة فلسطينيين اصيبوا بجراح طفيفة.
وذكر مصدر أمني فلسطيني ان طائرات حربية اسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على أرض خالية بجانب موقع تدريب يتبع لكتائب عز الدين القسام في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأضاف ان غارة ثانية استهدفت موقعا تابعا للقسام في شمال القطاع.
وبعد ذلك، دوت صفارات الانذارات في بلدات اسرائيلية تحذر من سقوط صواريخ او قذائف هاون.
وأفاد شهود عيان ان فصائل فلسطينية مسلحة أطلقت عددا من القذائف والصواريخ على جنوب اسرائيل بعد القصف.
-عنف يتزامن مع وصول كوشنر-
وتأتي اعمال العنف المتبادلة هذه مع وصول مبعوثي الرئيس الاميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات الى المنطقة ليحاولا إعطاء دفع لخطة الادارة الاميركية لتسوية النزاع. لكن فرص نجاح هذه الخطة تبدو ضئيلة بينما تطرح تساؤلات عن الطريقة التي سيعالج فيها الوضع في غزة في الخطة.
وافاد مراسل فرانس برس "ان زجاج بعض الابنية تحطم، وان السكان استفاقوا في القطاع مذعورين بسبب دوي الضربات المتتالية".
والمعروف ان قطاع غزة يفتقر الى ملاجئ محصنة.
وتأتي الغارات الجوية الاسرائيلية هذه وسط أجواء من التوتر يشهدها اصلا القطاع والمناطق المحيطة به منذ أسابيع.
وعبّرت جهات دولية عدة عن قلقها من تصاعد التوتر وتدهور الوضع الانساني والاقتصادي في المنطقة، وحذّرت من خطر اندلاع حرب جديدة.
وخاضت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يسري وقفٌ هش لاطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع المحاصر.
وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في بيان إن "منظمة حماس الارهابية استهدفت المدنيين الاسرائيليين ليلا عبر تعريضهم لهجوم عنيف بالصواريخ، وتجُرّ قطاع غزة وسكانه المدنيين الى الأسوأ يوما بعد يوم".
ومنذ 30 آذار/مارس، تصاعد التوتر مع تعبئة في قطاع غزة ضد الحصار وللمطالبة بحق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم عند قيام اسرائيل في 1948. وتبرّر اسرائيل الحصار المفروض منذ أكثر من عشر سنوات على القطاع بضرورة احتواء حماس.
وخلال هذا التحرك الاحتجاجي، جرت تظاهرات على الحدود بين القطاع واسرائيل وصدامات بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين المنتشرين على طول السياج الحدودي المحيط بالقطاع.
وقتل 132 فلسطينيا على الاقل برصاص القوات الاسرائيلية منذ بدء احتجاجات "مسيرات العودة". ولم يُقتل اي اسرائيلي.
وتراجع زخم التحرك في الفترة الاخيرة، لكن اسرائيل تسعى الى وقف الطائرات الورقية الحارقة والبالونات التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة وتسببت بإحراق مناطق واسعة من الاراضي.
وادى استخدام الطائرات الورقية من قبل الفلسطينيين الى مزايدات سياسية في اسرائيل حول سبل التصدي لها. وتحت شعار تكافؤ الرد ومن اجل تجنب اي تصعيد، قاوم الجيش الاسرائيلي الدعوات الى القضاء على مطلقي الطائرات الورقية. لكنه عزز الرد العسكري بقصف مواقع لحماس التي يحملها مسؤولية كل ما يحدث في القطاع. (ا ف ب)