الجزء المضيء والجزء المُعتم
أ.د.محمد طالب عبيدات
21-06-2018 01:24 AM
هنالك جزء مليء وآخر فارغ من الكأس، ونحن وأفعالنا وفعالياتنا كالقمر لها جانب مضيء وآخر معتم، والذكاء والحكمة والكفاءة تقتضي أن نُعظّم اﻹيجابيات ونقزّم السلبيات، بالرغم من حالة الإحباط العامة التي بات الكثير يراها رؤيا العين:
1. الحكم على اﻷشياء يكون بالعموم، فالمعظم يقرر أكثر من البعض، والجزء المليء من الكأس يمثل معيار النجاح للبناء عليه.
2. الناس لا تجمع على ظلال، فإطلاق مئات البوستات أو آلاف رسائل المديح والثناء أو الرسائل اﻹلكترونية او الهاتفية أو غيرها مؤشرات على حجم الجزء المليء من الكأس، وكذلك الرسائل السلبية حول بعض الأشخاص الفاسدين وغيرهم.
3. بالمقابل وجود فئة قليلة ترمي سهامها على أي حدث ناجح ربما يمثل الرأي اﻵخر الذي يجب ان نحترم ليثري ويؤشر لحالة من الحقيقة أو اﻹسقاط أو التجني أو الظلم أحياناً.
4. تختلف معايير الحكم على اﻷشياء وفق الزاوية التي نتطلع من خلالها، فإن كانت زاوية الصالح العام ربما تتقاطع او تتضاد مع بعض أصحاب اﻷجندات أو المصالح الشخصية.
5. تكبير او تصغير اﻷشياء وفق عدساتنا التي نستخدمها للرؤية لها أيضا اﻷثر الكبير على كيفية قبول أو رفض أي مبادرة أو فكرة.
6. معظم الناس تشجّع وتلتف حول الناجحين، بيد ان هنالك فئة قليلة موجودة في كل مجتمع يمثلون أعداء النجاح وعلينا التعايش معهم في بوتقة النصف الفارغ من الكأس، فلربما يثوبون لرشدهم، لكننا أيضاً نؤمن بأن الفاسدين مصيرهم الوقوع بأيدي الجهات الرقابية لمساءلتهم وإعطائهم الجزاء الذي يستحقون.
7. إرضاء الناس غاية لا تدرك، ولذلك فتحقيق نجاح بنسبة تفوق نصف الكأس والعمل على مواجهة تحديات نصفه اﻵخر تعني النجاح بعينه.
8. المؤسسية والتشبيك واﻹنتاجية واﻹصرار وتحقيق اﻷهداف كلها مؤشرات على تفوق عناصر الخير على الشر ﻷي مشروع كان.
9. نحتاج لرؤية الجزء المليء من الكأس والعمل على تعبئة جزأه الفارغ لغايات تعظيم النجاح ﻷن الكمال لله وحده، واﻹنسانية والوطن والعطاء بحاجة إلى أن نقف في خندقها.
بصراحة: قصص النجاح يلتف حولها المخلصون والشرفاء وما أكثرهم، ويطعنها بالظهر شرذمة من أصحاب اﻷجندات وقوى الشد العكسي، والقافلة تسير، وبالمقابل الجزء الفارغ من الكأس يحتاج لمراقبة ومساءلة وتصويب ومحاسبة، وبهذه الطريقة نبني على الجزء المضيء ونصوّب الجزء المُعتم.
صباح الوطن الجميل