مركزية المواطن في خطاب الرزاز
د.مهند مبيضين
21-06-2018 12:42 AM
اعتقد أنّ رئيس الحكومة في إطلالته الصحفية الأولى في المؤتمر الذي عقد أول أمس، كان موفقاً، حديث الرجل كان واضحاً، لكنه قال بأن القرارات تدرس ويجري حوار عليها ولا تؤخذ بسرعة كما يظن الناس.
ثلاثية القبول الشعبي هي: التعليم والصحة والنقل، وقد مسّها الرزاز في حديثه وتحدث عن تخبطات سابقة وعن قرارات غير مدروسة، كان كلامه بأدب، لكنه كان ينعى القرارات التي اتخذت دون دراسة أثر أو تقييم، كيف حدث ذلك وكيف اتخذت وكيف هبطت على مجلس الوزراء السابق الذي كان الرزاز عضواً فيه؟ هذا هو المشكل الكبير. وهو ما نتنمى أن لا يتكرر معه.
حين تكون مصائر الناس بيد حكومات لا تدرس أثر قراراتها ولا تحاورهم عليها، فإنها تستحق خروج الناس للشارع ضدها، وحين لا تحترم الحكومات عقل المواطن الذي ركز الرزاز عليه كثيراً، فإنها تكون بذلك صانعة للفجوة بينها وبين الشعب.
الرزاز الذي واجه نقداً كبيراً على تشكيلة الحكومة، تفوق على جدل التشكيل في أول مؤتمر صحفي له، ولكنه يفتح الباب على سقف مرتفع من التوقعات من قبل الجمهور الذي يرى فيه أنه فرصة مواتية لإحداث التغيير المطلوب.
المواطن محمد أبو كليب المغترب في قطر والذي سألني على متن الطائرة حين كنّا عائدين من قطر عن رأيي في الرزاز قبيل اعلان حكومته، سألته بعد الحديث عن د. عمر وخبراته، أنت كمواطن ما رأيك، قال: هذه آخر فرصة! حزنت كثيراً لليأس الذي أصاب المواطن، وودت الحديث أكثر معه، فقال الرجل: إن البلد تعب والمواطن تعب، نريد من يحترم عقولنا.
المواطن نعم اتعبته القرارات العشوائية والحط من كرامته حين يكون مريضا في السرطان ويخوض سلسلة من البهادل لأجل العلاج، والمواطن الذي حلمه امتلاك سيارة بسعر معقول ليس مضطراً أن يرهن بيته لأجل ذلك لأن الحكومة بين ليلة وضحاها قررت تغيير قرارات الاعفاء للهايبرد، والمواطن يحتاج لمن يقرأ خارطة العقل وسؤاله في الرزق ومكافحة الفساد والتعيينات العليا وفي منح العطاءات وفي جلب الاستثمار الحقيقي.
المواطن الذي جعله الرزاز مركزياً في خطابه الصحفي وبتواضع جم، هو فرس الرهان وهو آخر المطاف لأي حكومة، والمغترب الأردن يحتاج لحوافز من قبل الرزاز كي لا يبقى يعيش هم اسرته حين يعود من غربته، المغترب قوة للدولة غير مستثمرة.
أتمنى أن لا يظهر احد من حكومة الرزاز او هو ويقول نحن نتخذ قرارات مصيرية ولا نريد شعبية، فقد مللنا من هذا الخطاب، ومن قال ان الحكومات لا تريد شعبية، بل هي ضرورة تسعى إليها، لكن بقرارات حقيقية وعدالة وفرص في التنمية المباشرة وحياة أفضل.
الدستور