تطورات ميدانية في الجنوب السوري ..
20-06-2018 01:53 PM
عمون - صعدت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها من حملتها العسكرية في الجنوب السوري خلال الساعات الـ24 الماضية، وطال قصف جوي بثلاث غارات بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً أمس الثلاثاء قرية مسيكة بمنطقة اللجاة شرقي درعا، في حين استهدفت قوات نظام الأسد المتمركزة في الريف الغربي لمحافظة السويداء بلدات بصر الحرير وناحتة ومسيكة بأكثر من 130 قذيفة مدفعية وصاروخ، ما أدى لاستشهاد مدنيين اثنين أحدهما متطوع في صفوف الدفاع المدني أثناء إسعافه لجرحى في المنطقة.
شمالاً حيث "مثلث الموت" (منطقة التقاء أرياف محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي)، قصفت ميليشيا "حزب الله" اللبناني المتواجدة في تل مرعي وتلول فاطمة مدن وبلدات الحارة وكفر شمس ونمر ومحيط مدينة جاسم براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة المحملة بمادة النابالم الحارق، ما أدى لمقتل مدني في بلدة كفر شمس، وإصابة آخرين في مدينة الحارة شمال درعا.
تصعيد قوات النظام و الميليشيات المدعومة من إيران التي تساندها في الجنوب السوري، قابله رد من قبل فصائل المعارضة التابعة للجبهة الجنوبية، حيث أعلنت "غرفة عمليات رص الصفوف" العاملة في ريف درعا الشرقي ليل أمس عن استهداف رتل للنظام والميليشيات على أوستراد دمشق - درعا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى لقتل و جرح عدد من تلك القوات وتدمير آليات بحسب غرفة العمليات.
رد فصائل المعارضة استمر صباح اليوم الأربعاء شمال درعا، واستهدفت تجمعات لـ"حزب الله" في بلدة دير العدس بقذائف المدفعية الثقيلة، دون ورود أنباء عن حجم الخسائر.
يأتي التصعيد في الجنوب السوري، في ظل زج الأسد المزيد من التعزيزات العسكرية إلى خطوط المواجهة مع قوات المعارضة في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، تمهيداً لشن عملية عسكرية واسعة في المنطقة بهدف السيطرة على مواقع جديدة.
مع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري، يبدو أن المشاورات الدولية للوضع في جنوب سوريا بدأت تأخذ منحى آخر، فقد أفادت مصادر خاصة لـ"السورية نت" أنه لم يتم التوصل بين الدول الراعية لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب إلى أي صيغة تفاهمية، في ظل إصرار النظام وإيران وروسيا على إشعال جبهة الجنوب.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن هناك مباحثات تجري بين الولايات المتحدة والأردن وبريطانيا وإسرائيل، تهدف لتشكيل تحالف دولي ضد تحرك النظام وإيران في الجنوب السوري بمعزل عن روسيا، التي لم تفي بتعهداتها تجاه منع النظام و إيران من القيام بأية عمليات عسكرية في جنوب البلاد.
يذكر أن صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قد بثت يوم أمس مقاطع فيديو تظهر توجه أرتال من قوات النظام إلى درعا، و يظهر في الفيديو الذي نشرته أحد وسائل الإعلام الروسية سيارات تتبع للشرطة العسكرية الروسية، تسير بجانب الرتل على أوستراد دمشق - درعا، ما يعني أن روسيا التي تحاول إيهام الولايات المتحدة والأردن و إسرائيل بعدم قدرتها على كبح جماح الأسد وإيران في الجنوب هي من تخطط و تدير عملياتهم هناك.