الملك يصوّب المشهد .. اللامركزية تنموية الأهداف والمواطن فيها شريك
عصام قضماني
04-05-2009 03:41 PM
حسم جلالة الملك عبدالله الثاني ، جدلا كان هيمن على المشهد السياسي المحلي ، حول أهداف اللامركزية حرف التشابك فيه بين تسييسه تارة ، والتشكيك في جدواه تارة أخرى مقاصده عن غاياتها التنموية .
وإن كان جلالته قد صوب أمس مسار المشهد ، فقد كرر في ذات الوقت توصيف ، غايات ومرامي المبالغين بالتشكيك ، ممن اعتادوا تعطيل عجلة الإصلاح وتشويه مبادئه التي تضع المواطن الأردني في مقدمة شركاء وصناع التنمية .
بوضوح لا يقبل التأويل ، أعطى جلالة الملك برنامج اللامركزية الذي بُدىء تنفيذه دفعة قوية ، ووضعه في إطار مشروع الإصلاح الذي لا رجعة عنه ويستهدف توسيع مشاركة المواطن في صناعة القرار وبناء مستقبل الأردن ، فتجربة اللامركزية تحتاج الى وقت كي تنضج ، كما أنها تحتاج الى حوار عقلاني ، تكون منطلقاته وطنية خالصة ، جل أهدافها ، الأردن أولا ، حوار لا يجب أن يحمل في ثناياه أثقالا لا صلة ولا رابط لها بأجندات خاصة أو بمخاوف خارجية ، شرقا وغربا ، كان الأردن بقيادة جلالته حسمها منذ زمن بعيد ، حوار ينضج بالفكرة ، الى أن تصبح ممارسة ، تبدأ من القاعدة الى القمة ، بتدرج وتأن يتعمق ، الى أن يبلغ في نهاية المطاف ، هدفه الواضح وهو المواطن الشريك في صنع القرار ، والذي عبر جلالته عن ثقته بقدرته على قيادة جهود تحقيق التنمية ، وتحديد حاجاته وأولوياته في منطقة سكناه والتخطيط لمستقبلها ، وفق صيغة تعاون يتم تحديد معالمها ، بين المحافظة التي ستنهمك في تبني نهج اللامركزية والحكومة المركزية .
وإن كان جلالته أعاد أمس توجيه الحوار الوطني حول مشروع اللامركزية نحو دراسة سبل إخراجه بأفضل صورة من أجل تحقيق أهدافه في إعطاء المجال للمواطن في الإسهام في عملية البناء ، فقد بدد بكل الوضوح والحسم مخاوف مزعومة ، أوشكت النيل من الفكرة ، ووضعها في غير سياقها ، ليعود بها مجددا الى مسارها الصائب رهانه فيها على المواطن القادر على إنجاح الفكرة بامتلاكه أدوات نجاحها وهي قدرته على صناعة قرار التنمية فجلالته ومن وحي معرفته التامة لاحتياجات الناس عبر جولاته المعلنة وغير المعلنة في محافظات ومدن وقرى وبوادي المملكة ، يثق من أن المواطن هو الذي يعرف الاولوية بالنسبة لمنطقته وماذا يريد كي يتسنى له أن يأخذ دورا أكبر في صناعة القرار.
لقاء جلالته شخصيات تمثل شرائح مختلفة في محافظات المملكة حفل بمحطات كثيرة ، وإن كان التركيز فيه قد إنصب على قضايا الشأن المحلي ، الا أن جلالته الذي أبدى إرتياحه لنتائج زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة الأميركية ، وثقته بأن هناك فرصة لحل الصراع وفق حل الدولتين للوصول الى السلام الذي يعيد الحقوق العربية ، أعاد التذكير بالدور الأردني الفاعل ، الدور الذي لا يلتفت إلى تفاصيل المشهد والصورة بقدر ما يرمي الى تحقيق نتائج ، فالأردن لا يتحرك إلا بتخطيط مسبق ، وتحديد واضح للأهداف ، فدوره يراد منه تحقيق النتائج لمصلحة قضايا الأمة في فلسطين والعراق وليس مجرد البحث عن أدوار وإلتقاط الصور .
الراي.