أخذ العطّار مزعة من جريدة ووضعها في كفة الميزان، قرأت منها نصف العنوان: ( باسم خليل السالم: اقتصادنا دخل في مرحلة تباطؤ) ولم يتسنّ لي أن اكمل العبارة فقد لفّ العطّار ''سنمتشة'' بالخبر بقيمة ربع دينار..وأعطاها لسيدة مسنّة..مذكّراً تلك السيدة اليائسة: كأس مغلي صباحاً وعلى الريق..هزّت المرأة رأسها دون أن تردّ..
عبث أبو يحيى بأنصاف الأكياس المصفوفة أمام محل العطّار..وبدأ يفرك الأعشاب بيديه،متعمّداً إضاعة الوقت ليخرج آخر زبون من الدكّان، دخل شاب يافع أحمر الوجه اشترى ورق''الكركديه'' حاسب العطار ثم خرج..وقبل أن يبتعد كثيراً عاد
-فانسحب أبو يحيى ثانية حيث أنصاف الأكياس المعروضة في الخارج
- سأل الشاب العطّار : الكركدية بنزّل الضغط عمّي ؟!!...فقال له العطّار : للضغط لطّه بلطّه..
وقبل أن يلج ابو يحيى المحل ثانية، دخل ختيار آخر فانتظر ابو يحيى حتى ينهي هذا الزبون الجديد ..سأل الختيار عن زيت اللوز المرّ وعن ورق الصبار ، وعن ''دوا للرجلين'' وعن ''الدوخة اللي بتشوطحه'' وعن علاج ناجع ''لتشقق كعبيه'' وعن ''قلّة المروة''..فوصف له ''رجل الحمامة مع فيّة الميذنة'' تؤخذ صباحاً وعلى الريق وسيشفى من جميع الأوجاع بإذن الله..أخذ الرجل الوصفة وغادر ..
نظر العطار بشفقة الى أبي يحيى ، أعطاه حبّة سكّر فضّي طالباً منه ان يشكو وجعه.. فتجسّر أبو يحيى واقترب من العطّار..همس بإذنه قليلاً..فقال العطار بعفوية: '' عسل مع قزحة''!!..همس أبو يحيى ثانية ..فصاح العطّار مستنكراً :''وما زبط''؟؟..فهمس ابو يحيى للمرة الثالثة في اذنه..فقال العطار بعفوية جديدة:'' زيت الجرجير والزنجبيل''..فوشوش أبو يحيى العطار للمرة الرابعة ..وعاد العطار وصاح مستغرباً ''ولّ..وما زبط؟؟''..فاقترب أبو يحيى ووشوشه للمرة الخامسة..فقال العطار لأبي يحيى '' لعاد..راحة البال''!!.اقترب أبو يحيى ليوشوشه للمرة السادسة فصاح العطار ''ول..وما زبط''؟؟ .
فاقترب ابو يحيى ليوشوش العطار للمرة السابعة ، فقال له العطار : لا توشوشني ولا بوشوشك..وضعك و(اقتصادنا) بدهوش لا خلطة ولا خطة بده رحمة ربنا وبس!!
ahmedalzoubi@hotmail.com