نصیحة دولة ابو سلیمان للحكومة الجدیدة
السفير الدكتور موفق العجلوني
17-06-2018 12:49 PM
لا تستطیع ان تمر مناسبة العیدین الا ان تقوم بواجب التھنئة لدولة الدكتور معروف البخیت ابو سلیمان، وما تكاد تصل الى دیوانه العامر حتى ترى افواجا من الاصدقاء والمعارف والوزراء السابقین والحالین والاعیان والنواب اما مغادرین او قادمین لتقدیم واجب التھنئة بالعید السعید.
وابو سلیمان من مستقبل ومودع ... حتى یستأذن بین الحین والاخر على استحیاء للترحیب بسیدات فضلیات في الصالون المقابل جئن لتقدیم واجب التھنئة لدولة ابو سلیمان.
لماذا ھذه الافواج من الاردنیین والاردنیات یأمون دیوان ابو سلیمان.. بینما قیل لي ان نفر من رؤساء الوزارات السابقین یعیشون وحدة الانعزال، كلما التقوا معرفة او شخصیة عامة او خاصة یقولون لھا: " خلینا نشوفكم ". حتى ان أحد الاصدقاء وصف دیوان ھذا النفر بخلوه الا من صاحب البیت.
لكیلا یقال ان لي مصلحة او مصالح سابقة او حالیة او مستقبلیة متوقعة من دولة ابو سلیمان ...حاشا _ ... علاقتي بھذا الرجل ھو تاریخه الوطني الاردني والعروبي، ویتمتع بقاعدة شعبیة على طول الوطن وعرضه، وھذا موثق لي في العدید من المقالات الصحفیة المنشورة.
جلسات ابو سلیمان "غیر" وحدیثه ”غیر " وابتسامته وسعة صدره غیر ... یسلبك بحدیثه الشجي المحمل بمضامین ومحاور عدیدة في الادب والذوق الرفیع والثقافة العریقة والسیاسة والاقتصاد والامن وقضایا الوطن وقضایا الساعة وشؤون الناس واحوالھم وقضایا الامة ومعاناتھا وتحدیات الاردن الامنیة والاقتصادیة والفقر والبطالة. وما ان تخرج الى ساحة القلق والخوف، سرعان ما یأخذك الى الحضن الدافئ حضن الوطن، ساحة الامان والاطمئنان والسكینة من خلال مشواره الطویل مع جلالة الملك، وان ھذا البلد محمي من خالق ھذا الكون جل جلاله اولا وثانيا بقیادة حكیمة وأجھزة امنیة واعیة وشعب وفي یقف خلف قیادته ویضحى عنھا بالغالي والرخیص.
دیوان ابو سلیمان كان یغص بالضیوف والحدیث له شجون، الجمیع یتطلع لسماع وجھات نظر ابو سلیمان حول قضایا الوطن وقضایا الامة. فھناك من یتناول في التحلیل والنقد وابو سلیمان یصغي للجمیع، وإذا ما طرح علیه سؤال او وجھة نظر، تكون الاجابة على قدر السؤال دون تقصیر او اطالة.
وإذا ما شاھد أحد الضیوف مصغیا دون البت ببنت شفه، سرعان ما یخاطبه ابو سليمان طالبا منه الادلاء بدلوه، لان ابو سلیمان یعرف الرجال ومقام الرجال ویخاطب ضیوفه قائلا: "یا ضیفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضیوف وانت رب المنزل" وبالتالي یصغي للجمیع ویحاور الجمیع بكل ھدوء ودماثة ورویة واقبال واطراء مستأنس محبب في الرأي والمشورة.
وبالتالي جلسات دولة ابو سليمان ھي جلسات عصف ذھني و جلسات فكر نیر و اكتساب معرفة و تبصر و فراسة و حصافة ، و فرصة سانحة للنیل من معین ابو سلیمان الفكري و الابعاد السیاسیة و الاستراتیجیة و الامنیة و الاجتماعیة ، و خاصة ان دولة الدكتور معروف البخیت و من خلال معرفتي به منذ التحاقي بوزارة الخارجیة عام ١٩٨٢ ، و كما ذكرت سابقا في احد مقالاتي المنشورة في الصحافة الاردنیة ان دولة ابو سلیمان یقف على قمة جبل عالیة یشاھد الجھات الاربع شمال و جنوبا و شرقا و غربا و عنانه السماء، و بالتالي فھو سوآء كان في الحكومة او خارجھا فھو القادر على
وضع الامور في نصابھا وخاصــــة في الجوانب السیاسیــــة و الامنیـــــة ( الاقتصادیة والاجتماعیة ) و استشراف المستقبل .
ومن ھنا كما طرحت السؤال في مقالتي السابقة على دولة الاستاذ طاھر المصري قبل تشكیل حكومة الدكتور عمر الرزاز بحضور عمید الصحافة الالكترونیة السید سمیر الحیارى: ما ھي نصیحة دولة ابو نشأت للدكتور عمر الرزاز المكلف بتشكیل الحكومة؟؟ حیث لم احصل من دولتھ على الاجابة وبقیت سرا لم یرغب بالإفصاح عنھا. وبالتالي وجدت زیارتي لدولة ابو سلیمان وبحضور جمھور المھنئین في دیوانه العامر، ان اطرح السؤال بصیغة اخرى كون الحكومة قد تشكلت وبالتالي أصبح السؤال منتھي المفعول. الا انني "استشفیت“ من دولة ابو سلیمان ان لدیھ نصیحة ھامة جدا للحكومة الاردنیة ”الجدیدة ”!!!
وعندما ھممت بالرحیل ھمست في اذني دولة ابو سلیمان " ماھي نصیحتھ للحكومة الجدیدة ؟؟ قال لي: سوف اخبرك بنصیحتي للحكومة الجدیدة وھذا وعد مني ان شاء الله للحكومة القادمة قبل تشكیلھا ان شاء الله " إذا الله احیانا، وانا أنتظر وعد دولة ابو سلیمان ... ما ھي نصیحتھ للحكومة الجدیدة القادمة في الاعوام القادمة.
ندعو الله ان یطیل في عمر دولة ابو سلیمان اعواما مدیدة وان یمنحھ المولى عز وجل موفور الصحة والسعادة وان ننعم بمشورتھ ونصیحتھ لحكومة الدكتور الرزاز وفریقھ الوزاري والحكومة القادمة بعد أربع سنوات ... بأذن الله.
وانا متأكد ان دولة ابو سلیمان سوف یفصح لي عن نصیحتھ للرئیس المكلف القادم بعد حكومة الدكتور عمر الرزاز والذي أقدر واحترم واتمنى لدولتھ ولأعضاء الفریق الوزاري كل التوفیق والنجاح في خدمة الوطن والمواطنین في ظل توجیھات وقیادة ورؤیة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسین حفظھ الله.