نحن الذين تولينا مسؤوليات سابقة في وضع لا نحسد عليه ، إنْ سكتنا قالوا : متواطؤون !! وإنْ تحدثنا قالوا : يبحثون عن منصب فلما لم يحصلوا عليه غضبوا !! يعني لا نحن أمام الناس بخير ، ولا أمام المسؤولين بخير !! وكأن تولي المنصب في يوم ما يصير عقوبة تقتضي أن يعتزل الإنسان ويقف الموقف السلبي . أنا واحد من هؤلاء لكنني وبدافع إسلامي أعيش في ظل نور النبوة الذي يوجهنا ( إنما الأعمال بالنيات ) ولهذا لا استطيع السكوت وأنا أرى الخلل والنهب والسلب والشللية والتلاعب والاستخفاف بشعب ضرب أروع مثل مع رجال الأمن في تلاحم تام لم نجده في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس . على الدوار الرابع لم بكسر لوح زجاج ولم تخلع شجرة ورأيت الطفلة مع والدها تقدم التمر لرجال الأمن وحالها يقول : إنه بلدي ومستقبلي وأنتم آبائي.
وقفوا أمام حكومة لم تأبه لأنين الناس وراحت تتشاطر وتقدم التقارير المطمئنة للملك بأن الاحتجاج مؤقت وينتهي وسينفذ قانون التشليح والسطو على الجيوب فهؤلاء المحتجون ليسوا بشيء والبرلمان في الجيب ولتطمئن يا جلالة الملك !! هذا هو تصورهم لكن خاب فألهم واستطاع الشباب المنتمي لبلده ولرغيفه ولكرامته أن يسقط حكومة التغول التي لم تر أبعد من أرنبة أنفها . كلف رئيس جديد من الحكومة ذاتها وأطلق عبارات استحبها الشباب فقالوا : لنعطه الفرصة ، وبخاصة أن التوجيه الملكي قد أشر على الشباب والرشاقة !! تحرك الرئيس المكلف وشاور الأحزاب والنواب مع بعض التصريحات حتى كاد يقنع الشباب بأنه طموحهم وأملهم !! لكن تبين فيما بعد ان الأمر مختلف وصرنا أمام المثل الشامي " ذاب الثلج وبان المرج " وقرأنا المكتوب من عنوانه : 29 وزيرا" !! لقد ذهبت (رشيقة) وجاءت ( عشيقة ) !! فتم غض الطرف عن توجيه الملك !! وراحت الأمور باتجاه كلمة دغدغة لحوار قادم حول الضريبة عبر خبراء في العمل البنكي والمالي والحكومي وصار حالنا كأنك يا أبا زيد ما غزيت . علق الملك على وزراء الحكومة السابقة بأن 5-4 يعملون والباقي كسالى وكانت إدارة الظهر لتوجيهات الملك عبر استمرار عشرة من النائمين الكسالى حيث ضمت الحكومة الجديدة 15 وزيرا" من الحكومة التي مصت دم الشعب !! . ولطالما كانت التوجيهات الملكية ضد الشللية الا ان الحكومة التي علق عليها الشعب أمله في التغيير قد امتلأت بالأقارب والأصحاب والزملاء فهل هذا ما طمع به شباب الدوار الرابع بل الشعب الأردني المجروح الحريص على أمن بلده؟! .
إن هذه الحكومة قد أحبطت الأردنيين وبخاصة أنها هربت من مواجهة الشارع لتختفي خلف عطلة العيد .
لقد كانت فرصة الرئيس المكلف واردة بضرب نموذج يعيد للأردنيين زمن وصفي لكنه على ما يبدو قد ظلمناه فالأدب واللياقة وحدها لا تطعم الشعب خبزا" ولا تحقق لهم طموحا" ولن تنجح الحكومة مهما وضعت من مساحيق ودفعت للشراء فالناس ليسوا بهذه السذاجة !! لن تمر حكومة تقول نعم لإملاءات الصندوق وتقول نعم لقانون الضريبة الظالم وتقول نعم للشللية وتقول نعم لمن سيتلاعب بثقافتها ويمثل عليها دور المناضلين على دوار الداخلية ! لن تمر الحكومة التي دعا واحد منها لاسقاط النظام !! لن تمر حكومة كرمت المرأة بسبع وزارات ولم تجد امرأة واحدة تمثل الطيف الديني . واذا مررها مجلس النواب فأظن أنه سيشاركها كل ما حملته من وزر حتى الآن .