أبو الحسين .. عقد أول إكتمل .. وعقد ثان تهلّ بركاته
عاصم العابد
03-05-2009 04:10 AM
ها هو العقد الأول، من حب الملك والشعب، قد اكتمل، عشر سنوات من الحراك والعطاء والتحدي، عشر سنوات من الخير والزهو والبركة. وهاهو العقد الجديد المبارك الثاني ، من التحام الشعب والملك ، ينفتح على تحديات جديدة كبيرة أمّا المبادرات الوطنية، فقد غطّت كل القطاعات والفئات والطبقات والمناطق، فقد أطلق جلالته، المبادرة الوطنية للإسكان، ورعى إسكان المعلمين، انطلاقا من دراسات أشارت إلى الأولوية الملحة للأمن الاجتماعي والاقتصادي. كما اعتنى بالطلبة الجامعيين الفقراء، وبغذاء وكساء طلبة المدارس الفقراء، وأعلن أن الأطفال خط أحمر، يتوجب أن يشبّوا في أجواء تخلو من العنف والشّدة والقسوة. واحتل الشباب حيزا واسعا من اهتمام ملكنا ، بهدف تمكينهم وزجّهم في العمل العام ، وإماطة ما يعترض تقدمهم ، نحو المشاركة الواسعة في تحمل المسؤولية ، وأخذ دورهم الوطني الفعلي ، فأطلق سلسلة من المبادرات التي أبرزت الشباب كقوة اجتماعية سياسية اقتصادية ناشئة جديدة.
وعكف الملك ، على البحث عن حلول مبتكرة وجديدة ومفيدة ، للمناطق الأقل حظا ، بهدف خلق فرص عمل ، ورفع مستوى معيشة أبنائه ، إلى المستوى الكريم ، وتوزيع ثمار التنمية بعدالة وإنصاف ، وإزالة الغبن الذي يشعر به أبناء بعض المناطق النائية ، والإحساس بالتهميش والعزلة والمرارة. فوجّه الملك، إلى تحويل العقبة لمنطقة تنموية خاصة، كما وجّه إلى إنشاء المناطق التنموية، في معان واربد والمفرق. وكل ما يهدف إليه بتوجيهاته الكريمة ومبادراته الشاملة ، هو خلق بيئات إنتاج وعمل ونمو جديدة ، وإحداث تغييرات ايجابية ، في أنماط التفكير، وتعزيز قيم الانتماء ، والرضى عن عدالة الاهتمام ، وعدالة الشراكة.
إنّ ترسيخ وصياغة رؤى مشتركة جديدة ، بين مكونات مجتمعنا الأردني الشاب الصاعد، وإعادة بناء سلّم القيم ، الذي يعكف عليه سيد البلاد بدأب وصبر ومثابرة ، سيسهم في تحويل الجهود والأنظار، إلى ما هو جوهري ومفيد ، بعيدا عن مختلف أنماط السلوك الاجتماعي المظهري ، الذي يزدري بعض قطاعات العمل والإنتاج ، ويصنفها في خانة الوضاعة والدونية ، ويشكل حاجزا مصطنعا ، بين شبابنا وعديد من قطاعات العمل والبناء والإنتاج .
لقد أعطى الملك خير العطاء وقدم جهودا هائلة من اجل تحسين شروط الحياة وظروفها في مدن وارياف ومخيمات وبوادي ، ويتوجب أن نبادر إلى السير على خطى ملكنا وان نرفع من وتائر التكافل الاجتماعي وان يمد الموسرون منا ، وهم كثر بحمد الله ، أيدي العون القوية ،لمساندة جهود الملك على قاعدة اذهب أنت وربك فقاتلا إننا معكما مقاتلون، وليس إننا قاعدون نتفرج .
وأذكر لقاء في حضرة الملك ، يوم تحدث احد ابناء هذا البلد الطيب ، المشهود له بإنسانيته وحبه وولائه ، حيث قال : نحن يا مولاي ، نعمل ونبني وننمي ، ونحن في الوقت نفسه ،نربح ربحا وفيرا، فواجبنا ، وبنفس طيبة راضية ، أن نتحمل مسؤولياتنا الاجتماعية ، نحو وطننا ، وان نتذكر كيف نعين المحتاجين من أبناء وطننا ، وان نتذكرهم في الخطط التي نرسمها لنجاح أعمالنا وندرجهم عليها . وقد علت ملامح الملك وأساريره ، علائم الرضى والغبطة والفرح ،لأنه سمع ورأى ما كان يحب أن يسمع ويرى في ابناء شعبه الطيب، لمس الروح الوطنية الإنسانية ، التي يتوخاها كل قائد في أبنائه ، تلك الروح التي تعين وتساعد وتعاضد ، جهود القائد ،وتخفف آلام المعوزين والمحرومين والبؤساء.إنها روح الشراكة والعطاء وليست روح الاستحواذ والشراهة .
هذا هو أوان الكشف عن معدننا النبيل ، في مساندة مساعي الملك ، ودعم مبادراته وتعضيد جهوده الرامية إلى رفعة وطننا ، والتخفيف من حرمان إخواننا ، وخاصة في هذه المرحلة العصيبة على كل العالم ، التي تستدعي أن نبرز اشرف ما فينا ، وأنبل ما ننطوي عليه من وحدة وتماسك وإيثار. حيث يمكننا أن نجعل وقع هذه المرحلة أخف وطأة ، وان نجعل أمدها اقصر، بالتداعي إلى الخير، الذي حضنا عليه ديننا ، ويدعونا إليه قائدنا ويسبقنا اليه، ويتوفر في نفوسنا بكثرة كاثرة.
إذن ، ها نحن نمضي إلى العقد الثاني ، من ملحمة الإلتحام بين الشعب والقائد ، والرضى و الزهو والفخر بقائدنا يملأ نفوسنا ، و تغمرنا الثقة ، بالقدرة على الوقوف أمام التحدي الاقتصادي الراهن، ونتيقن ، بأننا ماضون خلف قيادتنا التي تجوب العالم ، وتعتلي ابرز منابره من أجل دعم شعب فلسطين ومساندته، وشد أزره ، دون هوادة ، حتى تذعن القيادات الإسرائيلية المتغطرسة ، إلى الحقائق الساطعة ، في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي ، ألا وهي أن القوة ، لم تكسر إرادة الشعب العربي الفلسطيني ، أو عنفوانه ، على امتداد نحو قرن من الصراع ، ولن تكسر إرادة الحياة هذه أبدا.الراي.