لم اقابلك شخصياً، ولا اعرف رقم هاتفك النقال، لا اعرف عنوان منزلك، ولا أحداً من معارفك أو اصحابك، لستُ صديقاً عندك على موقع التويتر ولا الفيسبوك، لم ابعث إليك تهنئة بالمنصب، ولم أرسل لك رسالة نصية ولا حتى الكترونية، لم أغرد فرحاً لقدومك، لا بل لم اتوقع ان تكون رئيساً للوزراء، ولكن كل ما اعرِفه ان الشباب الاردني بحاجة الى فكرٍ ايجابي جديد ونهجٍ اقتصادي مفيد.
دولة الرئيس، لم تعد تعنينا الألقاب والمسميات بقدر اهتمامنا بالصواب والإنجازات، لم نعد نكترث كثيراً لنسب المديوينة بقدر تفكيرنا بأمورنا المعيشية، لم نقرأ كثيراً عن الايجابيات بقدر بحثنا بالبعد عن السلبيات، لم نتابع أسعار النفط عالمياً ولكن مراقبة الأسعار نهاية كُل شهر كان كابوساً حقيقياً، لم نقرأ قانون ضريبة الدخل حرفياً ولكننا علمنا انه مُتعب اقتصادياً، لم نسأل كثيراً عن مشاريعنا الاستثمارية لقناعتنا بثبات رواتبنا الشهرية !
لقد تعلمنا في مدراسنا وجامعاتنا عن حب الوطن، وأهمية الولاء والانتماء، لبناء المستقبل، وكانت طاقاتنا الايجابية بلا حدود، وقناعاتنا الوطنية بلا قيود، ولكن احبطتنا كثرة الوعود وقلة الموجود، فرواتب محدودة وخدمات مفقودة، مستشفيات مضغوطة ومدارس مملؤة، وبين ما هو تعليمي وصحي، معيشي وسكني تزايدت الأحمال وتناقصت الآمال!
دولة الرئيس، لقد حالفنا الوقت في الدراسة خارج هذا الوطن، واسعفنا الوقت في التعرف على تجارب الدول الغربية في إدارة الملفات الاقتصادية والمالية، فكان المواطن ولا زال جزءاً لا يتجزأ من منظومة الاصلاح القائم على الشفافية والتشاركية، منظومة سمحت بإطلاق العنان للأفكار الإبداعية والإبتكارية حتى اصبح من الشباب قادة للاقتصاد لا عبئاً على البلاد، منظومة سمحت في تحقيق الاتصال بين المواطن ومؤسسات الدولة في ارقى انواعه وأطيافه.
أخيراً وليس آخراً، إن إدارة الملف الحكومي من الصعوبة بمكان، يستوجب توجيه الامكانات وتوظيفها بالشكل المناسب وفي المكان المناسب وبالوقت المناسب، من أجل تحقيق نهضة شاملة في ملفات التعليم والصحة والنقل، التعليم والتعليم العالي والعمل، السياحة والصناعة والتجارة، عبر خارطة طريق واضحة تدرك فيها الوزارات موقعها الصحيح في هذه الخارطة ضمن رؤية شمولية، تسمح في إستقراء المستقبل الأفضل بعيداً عن المزايدات والاشاعات، يُساعد في كل ذلك كادر اعلامي محترف يستشعر هموم الوطن والمواطن وينقل الصورة الحقيقية بعيداً عن المهاترات والوطنيات، لنجعل من الأردن دولة قائدة في العالم فكرياً وثقافياً، ونجعل من شبابنا قادة للإبتكار العالمي تكنولوجياً وصناعياً.