كنتُ أتأمّل في كتب الأثر الطيّب، وبينما تشتد المحن على الأمّة الغافلة، والعدو الإسرائيلي يُمعن في قتل اخوتنا واهلنا الصامدين في غزّة والضفّة، استحضرتني صورة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقلت: ما أحوج الأُمّة الى هذا الرجل القوي العادل الفقيه العالم.
فتخيلتُني أُجري حوارا»افتراضيا» معه:
* سيدي، بماذا تميزت أُمّة الإسلام؟
ـ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
* ممّ تخشى علينا؟
ـ : «أخوَف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان يتكلم بالحكمة ويعمل بالفجور».
* يقولون هذا رجل وذاك غير ذلك، ما هي الصفات التي تصلح لوصف الرجل؟
ـ لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل. عليك بالصدق وإن قتلك.
* ولكن الناس تُسرف في اللهو والمزاح، هل من «فيصل» في ذلك؟
ـ من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به. وإذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة.
* قدم لنا «روشتة» ينتفع بها الناس في زماننا؟
ـ عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء. ومن عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به.
* أنت صحابي جليل، زدنا في تثقيف أنفسنا؟
ـ ما ندمتُ على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. وثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه.
* ونحن في شهر رمضان، ماذا تقول في بعض الصائمين؟
ـ : «ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف». وأيضا: «لا تنظروا إلى صيام أحدٍ ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدَّث وأمانته إذا اؤتُمن».
صدقت يا عمر!!
الدستور