من زيارتي لجرحى غزة ,في مدينة الحسين الطبية,الذين يرقدون على سرير الشفاء,حيث معظم الحالات بتر في الساق, جرّاء إستخدام الرصاص المتفجر من قبل الإحتلال الغاشم, بأيدي قناصين محترفين قتلة ,ضد المواطنين العزل , بهدف ايقاع أكبر قدر من الضرر ,حيث تنفجر الرصاصة في أجساد الضحايا فتتهتك الأعضاء ,مما يصعب معه العلاج ليكون آخر العلاج الكي , فيكون البتر هو الحل الوحيد,أما إذا كانت الإصابة في الصدر أو البطن فألم ومعاناة طويلة تنتهي بالموت .
شباب العزة في عمر الورود, أصغرهم يبلغ أربعة عشر عاماً..بساق مبتورة,إحتلال غاشم دنيء,جبان ,لا يفرق بين طفل أو شيخ أو أمرأة,يواجه المسيرات السلمية بوحشية الرصاص الحي وبطريقة مباشرة,علّه يطفيء الروح ويكسر الإرادة.
لكن رغم قسوة المشاهد والقهر وقلة الحيلة التي تصيبك وأنت تعود هؤلاء الشباب وتتحدث اليهم, ترتفع المعنويات عندك فجأة,ويزداد منسوب الأمل بشكل لافت, تشعر بالفخر والكرامة والعزة,تشعر أنهم هم الأصحاء ونحن الجرحى,هم بسيقان مبتورة ولكن أرواحهم مجبورة ,فعندما تسألهم ماذا بعد؟ يقولون: عائدون إلى المواجهة ,إلى المسيرات وقص الشيك الفاصل,وعلامة النصر مرفوعة ,ولمعة كبرياء في العين بالإصرار مشفوعة.
شوكة في حلق الإحتلال باقون,شعب صامد ,وأجيال لا تخضع ,فبالله كيف لصفقة قرن مأفونة مشبوهة أن تمرأو تفرض !!!! هي صفعة القرن للإحتلال وأعوانه ومندسّيه ..وستوجع (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
إلى الدوار الرائع ,وشباب الدوار الرابع والإعتصامات الحضارية السلمية الراقية في الرابع وفي مجمع النقابات ,هم شباب بعمر الورود أيضا وكبرياء الياسيمن,وقفوا في وجه الفساد والمفسدين,أعداء الوطن,ناهبي خيراته,سارقي أحلامهم,رافضين التهميش والظلم والتغول على قوت المواطن,بوعيهم وثقافتهم أثبتوا قدرتهم على التأثير,هي هبة رمضان الخير وبداية التغيير, في عيونهم الإصرار,و إلى السماء صدحت حناجرهم بالهتافات من القلوب ,وإلى ربها ارتفعت بالأمل,هم شوكة في حلق الفساد والمفسدين,وكل من راهن أنه جيل جاهل أو غير مسؤول.
نحن أمة وإن كبت لا تموت ,شباب يجمعها الصمود والإصرار وحب الأرض والأوطان,هم جيل الأمل والمستقبل الزاهر بإذن الله.
حماك الله يا وطني.