قمة مكة .. نقطة انطلاق في العمل والتعاون
د. ماهر عربيات
12-06-2018 02:18 AM
حالة من الأمل والتفاؤل سادت الأوساط الأردنية، إزاء البيان الذي صدر عن اللقاء الرباعي الذي شهدته مؤخرا مكة المكرمة، بشأن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الأردن، نتيجة ظرف اقليمي عصيب بدأ يواجه ثقله وخطورته منفردا.
اسفر اللقاء الرباعي الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين، وحضره جلالة الملك عبد االله الثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، ونائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حاكم امارة دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ، عن تقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، بلغ حجمها مليارين وخمسمائة مليون دولار، تتمثل في وديعة بالبنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعم سنوي للميزانية لمدة خمس سنوات، اضافة الى تمويل من صناديق التنمية لمشاريع انمائية.
جاءت خطوة الأشقاء بعيد موجة الاحتجاجات الشعبية، التي شملت انحاء عديدة من المدن، وأدت الى استقالة حكومة الدكتور هاني الملقي على وقع تلك الاحتجاجات، لتعكس حرص الدول الشقيقة على استقرار الأردن كدولة محورية، وتأكيدهم على ضرورة تخفيف الوطأة الاقتصادية التي يعاني منها.
موقف الأشقاء تجاه ازمتنا الاقتصادية، جاء استباقا لأي محاولات خارجية لاستثمار وتأجيج موجة الاحتجاجات الشعبية ضد جحيم الغلاء، استشعارا بالمخاطر التي قد تلحق الضرر بالأردن وأمنه واستقراره والمنطقة عموما، باعتبار الأردن ركيزة أساسية للعمل العربي وبوابة مهمة للأمن القومي، فإن المصلحة العربية تقتضي استقرار الأردن واستمرار قوته، سيما وأنه تحمل بمفرده أعباء وهموم ووطأة الأزمات التي عصفت بجواره، على مدى العقود الماضية، ما يتطلب رافعة عربية تؤازره وتدعمه وتسانده.
اتسمت العلاقات السياسية ما بين عمان والعواصم الخليجية ولا سيما الرياض، عبر عقود من الزمن، بخصوصية مميزة عن غيرها من العلاقات العربية العربية الأخرى، وقد أسهم في رسم هذه العلاقات العديد من المعطيات التاريخية والسياسية والثقافية، وارتقت الى مستوى رفيع في الميدان الاقتصادي، وخادم الحرمين الشريفين الذي يحظى بمنزلة مرموقة على الصعيد الإقليمي والدولي، له اعتبار ومقام متميز لدى الشعب الأردني.
اللقاء الذي جمع القادة في مكة المكرمة، شكل نقطة انطلاق جديدة في العمل والتعاون العربي، وبصرف النظر عن بعض التقلبات التي ظهرت بين الاردن وأي من دول الخليج، الا ان طبيعة المرحلة الراهنة في المنطقة، تتطلب من الجميع تنسيقا عالي المستوى لا تشوبه اية هزة مفاجئة.
الأردن له دور كبير في خدمة امته العربية، ويتمتع بمكانة رفيعة في قلوب شعوب العالم وليس العربية فقط، وقد واجه عبر تاريخه تحديات كبيرة، لكنه كان دائما ينتصر ويكمل المسيرة ويصنع الأمل من قلب اليأس.
ثقتنا باالله وفي قيادتنا واجهزتنا الأمنية وفي بعضنا لا تضاهيها ثقة، ومستقبلنا ومصيرنا رهن ببقاء الاردن قويا مستقرا، وليس هناك من يتربص بهذا الوطن الطيب المبارك، إلا وقيض االله لهم من يواجههم ويدحرهم من اهل الفكر والعقل والعزم، لأن الأردن اسد جسور يهز العالم زئيره اذا اقتضى الأمر وحاول احد ان يقترب من امن بلاده
او سيادته... هذا اعتقاد لا يمكن ان يغيب الا على من لا دراية له بحقائق الأمور وبواطن التاريخ.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
الرأي