ان مظاهر الاحتجاجات التى مرت فى الايام السابقة والتى انطلقت اثر اقرار قانون ضربية الدخل المثير للجدل بين كل افراد المجتمع الاردنى الذى كان سيتضرر بشكل مباشر او غير مباشر كل طبقات المجتمع من فقراء وطبقة وسطى واغنياء.
وكانت هذه الهبة العفوية والخروج الى الدوار الرابع كان له الاثر الكبير فى تفريغ الاحتقان المكبوت والجاثم فى صدور وقلوب الاردنين نتيجة قرارات بدات تاكل واكلت الاخضر واليابس من دخولهم وعدم مقدرتهم على تحمل المزيد من الارتفاعات بالاسعار وانخفاض القيمة الشرائية للدينار وعدم زيادة الرواتب للموظفين من زمن بعيد، أدت كلها الى خروج الازمة الى العلن، وتمت الاستجابة الملكية السامية الى مطالب الشعب باقالة الحكومة وتكليف حكومة جديدة برئاسة دولة الدكتور عمر الرزاز الذى حظي قبول تكليفه بارتياح عام وبدا بسحب فتيل الازمة، وتخفيف اثأرها بسحب قانون الضربية، وبدأ حوارا موسعا مع كافة اطياف المجتمع الاردنى من نقابات واحزاب وغرف صناعة وتجارة ونواب واعيان وتم ايضا طمأنة الموطنين بتقديم وصرف الرواتب، مما ادى اعادة الثقة بان الرئيس القادم جاد فى ايجاد حلول غير جيب المواطنين، وكل ذلك بتوجيهات ملكية سامية.
وايضا لا بد من الشكر للاستجابة المشكورة من بعض دول الخليج العربى بقيادة المملكة العربية السعودية ودولتي الكويت والامارات العربية والتى تمثلت اليوم بتقديم مبلغ مليارين ونصف المليار كمساعدة ومساهمة فى تخفيف الازمة الاقتصادية واثارها على الاردن .
ان الازمة التى مرت بها مملكتنا الحبيبة فى الفترة السابقة وكانت نتائجيها المثمرة التى نراها اليوم من تحركات وهبة للمساعدة من دول عدة عربية وغربية هى نتيجة الوعى الذى اظهره المواطنون في الاعتصامات ومحافظتهم على سلمية التظاهر والمحافظة على الممتلكات العامة وتعاون الاجهزة الامنية المختلفة وتعاملهم الراقى مع المتظاهرين اثبت للعالم اجمع بان الشعب الاردنى يستحق الدعم والمساندة للحافظ على الاستقرار فى المنطقة التى هى نقطة ارتكاز فيها، ولا يمكن انكار دور الاردن وسياساته الحكيمة فى التعامل مع مختلف قضايا المنطقة التى اتسمت بالحكمة والتصرف الحكيم والعقلاني، ما ادى الى سحب فتيل الازمة التى عصفت بنا، وسحب البساط من تحت اقدام الاعداء الذين كانو يتمنون ان يحدث العكس ويكون الدمار للاردن والذى بالتاكيد سينعكس على المنطقة اجمع اثاره المدمرة لا سمح الله.
اعتقد ان الازمة التى مرت كسحابة صيف عابر علينا كانت سببا فى ايجاد حلول والتفكير بتغير النهج المتبع بالسياسا ت الحكومية والتفكير الجاد بالاعتماد على الذات بطريقة علمية ومنطقية وبعيدة عن جيب المواطن فقط واعادة الحوار والتشاور والمشاركة مع مختلف فئات المجتمع فى القضايا المصيرية قبل افرار اى قانون له تأثير مباشر على قوت وحياة المواطنين.
حمى الله الاردن وقيادتنا الحكيمة وشعبنا الطيب.