ان ما جرى خلال الأيام الماضية من مشهد سياسي شعبي أردني، حمل عنواني المطلب الشعبي والاستجابة الملكية، هو تأكيد على أن النموذج الأردني متقدم في المنطقة.
دوماً كان الطرح بأن شعوب المنطقة، وبالأخص المشرق العربي، بحاجة الى نموذج تستلهم منه مقدرتها على ممارسة سلوكها المدني والسياسي، خاصة في ظل سنين الحرب التي ألقت بظلالها على دول كسوريا والعراق.
واليوم، يقدم الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه نموذجاً تقدم على كل ما جرى حتى بالربيع العربي، بل إنه يعد خطوة أولى لتجسيد رؤىً ملكية أكدت على الدوام أن شعوب المنطقة تحتاج لإصلاحات متدرجة، وتحتاج لتدرجية بدءاً من القواعد الشعبية للأعلى.
ولا بد من التنويه بأن الحياة السياسية بالأردن، خاصة الحراك الشبابي، التقط الرسائل الملكية، التي أعرب عنها الملك خلال لقائه بطلبة الجامعة الأردنية، فهذا الحديث مثل الحافز للشباب للتعبير عن ذاتهم.
الأردن اليوم أعاد ترتيب أوراقه الداخلية بحكومة تستند إلى ارتياح شعبي وثقة ملكية كبيرة، وداخلياً نجح في خلق مناخات سياسية ايجابية جداً.
وخارجياً، جاء التحرك السعودي الذي يشير علاوة على العلاقات العربية الممتدة، الى مكانة الأردن وأهميته ليس من الجغرافيا وحسب بل من أهمية قراءة كل تحرك أردني وعنوان أردني في سياق أمن المنطقة ككل.
واذ نجح الأردن بتجاوز أزمة اقتصادية فإنه قدم اليوم تجربة ستكون ملهمة لشعوب المنطقة في كيفية صياغة النموذج بصون الوطن وتحقيق مكاسب على الأرض.
وختاماً، وجب القول إن ما هذا كان ليكون، لولا حكمة الهاشميين العميقة التي دوماً ما تتجلى عند كل منعطف أو محنة لتكون درباً للانعتاق.
حمى الله الأردن ، وبني وطني ..