الرزاز بين جاذبية القبول وجرأة القرار
د.هشام المكانين العجارمة
11-06-2018 01:01 PM
في تأخر تشكيلة الرزاز حنكة لاستقراء الواقع بنهج جديد لتحقيق رؤية جلالة الملك وبوادر الخير تتمثل بتصريحاته - التي باتت تمتص نبض الشارع الغاضب من سياسات من سبقه - للحصول على جاذبية القبول الشعبي رغم حتمية مواجهته لتيارات الرفض من قبل قطيع الليبراليين المتهالك.
الرزاز اليوم بات كمن يسقي الزرع بنظام تنقيط لكي لا يتلف المزروع، والشارع يترقب بشغف بوادر الاصلاح الرئاسي الذي سيحكم عليه مسبقاً من ذوات الأشخاص المختارة في فريقه، في حين أن البعض يعتقد بفشله رغم اتفاق الجميع بخصائص الرئيس المكلف الشخصية وقدرته على جذب الآخر، فهل يفلح الرزاز ويفرح الشارع ؟ أم سيفرح أولئك المنتظرين لفشله إن فشل؟.
لا اختلاف على إرث دولته وتاريخ النضال العميق لعائلته، وحري بالرزاز أن يبقي ذلك الإرث الكبير لكي لا يخيب الظن ويسقط من عين التاريخ ويهدم أمل قادم بات جيل الشباب أكثر المتحمسين لالتماسه.
إن الظروف الراهنة تتطلب من دولته حنكة قيادية تؤهله لمسك العصى من المنتصف لكي لا تميل أو تسقط، إمساكة تحفظ للدولة هيبتها وتضمن للشعب حقوقه على نحوٍ يضمن المطالبة بالواجبات فمقابل كل حق مستحق هناك واجب يُكمل الدورة لتكون في مسارها الصحيح.
ولتحقق الرضا والعدالة المنشودة لا بد من قبظة قاسية على شراذم الفساد الذي عصف بالدولة على مدار عقود خلت، الرزاز وحده لن يكون قادراً على ذلك، لذا فهو بحاجة إلى فريق يقويه ويدعمه، فريق يدرك حجم المرحلة وعمقها لا سيما أن الرئيس المكلف قد حظي بدعم ملكي قوي وإرادة شعبية جامحة للتغيير إذا ما أحسن إتخاذ القرار.
وفي حال غير ذلك ستكون نهاية المطاف بائسة تأجج الشارع من جديد،، عودة قد لا يحمد عقباها.
فهل يفلح الرزاز ؟
القريب القادم كفيل بالاجابة.