يعيش الشعب الاردني حالة متابعة دقيقة لمحصلة الاحداث التي تجري وتخص الاردن ابتداءا من لقاء مكة الذي يرسل فيه وفي هذه الليالي المباركة دعوات الشكر والتقدير للقيادة في السعودية والامارات والكويت على هذا النصر والانتصار للشعب الاردني الذي كان وما زال الشقيق والمعاضد والمساند للشعب الخليجي والمحب له .
دعوة خادم الحرمين الشريفين , وهذا الموقف العربي الخليجي المشرف , عكس حقيقة يجب ان نعززها جميعا ومفادها أن العرب للعرب وان الخليج مازال وسيبقى رائد الانقاذ العربي الساعي نحو مواجهة كل الظروف القاسية التي تواجه الامة وتهدد أمن هذه الامة وأمام خطر موجود يسعى للنيل من حاضر ومستقبلها .
مشهد لقاء مكة كان صورة محببة لكل عربي ولكل من خاف على هذه الامة ولكل من توقع أن الانزلاق ما زال مستمر . مشهد لقاء مكة , هو جلمود صخر وضعه الخليجيون بقيادة المملكة العربية السعودية امام كل ثغرات التحدي وثقوب الريح القارصة لتعود اليد العربية لتغلق كل منافذ التهديد , ولتضيع على المتربصين والطفيليات اي محاولة إختراق واستغلال ضعف الدول لتحقيق مآرب استعمارية او ايدولوجية.
ولترسم ابتسامة تفاؤل على محياة كل العرب بان الوحدة العربية والمشروع العربي ما زال قائما ويحتاج إلى الوقت والظرف المناسب . ولعل السؤال الذي يشغل بال الاردنيين والعرب مفاده : ماذا جرى ؟ وما هذا المنقلب الذي نشاهده بعدما كنا نتصارع مع الضنون ونذهب بتفكيرنا الى حد المؤامرة, وقلوبنا تخفق وترتجف على هذا البلد خوفا من ما هو غير متوقع؟!
, ما هذا التغير الذي خرج العالم باسرة ليقول , لا , إلا الاردن !! لقد اقتضت الحكمة على خادم الحرمين وأشقائه الخليجيون ان لا يكون الأردن وحده , وسط هذا الحصار الاقليمي , والضغط على الموارد بحكم المهجرين , ومنطقية الاحتجاج الشعبي الذي عكس روح الرقي ولتطور في التعبير الديمقراطي والسلوك الحضاري , بعيدا عن التصعيد أو الهمجية أو لغة المؤامرة . خاصة وأن هذا الشعب الذي تحمل وتحمل في سبيل قضايا الامة ما زال صامدا , يرفض ان يكون جزءا من مؤامرة خارجية , تعمل على تدنيس كرامته والنيل من مواقفه ؟!! .
لقد بعث الاردنيون برسالة للعالم أكدوا فيها وجوديتهم , وابرزوا تضحياتهم , ودورهم في تخفيف آثار الازمات على شعوب المنطقة وفق نموذج منفتح تشاركي تعاوني تفاعلي إنساني عربي , ! بعثور برسالة بحقهم بالعيش وحقهم بالمكافأة لا التجويع والحصار والإهمال ؟ فكان الوجدان العربي وبقيادة سعودية وبمشاركة جليلة من دول خليجية وعربية وراية الانقاذ التي رسخت عند كل عربي حقيقة التقارب والوقوف العربي والتواجد والتعاضد العربي عند المواقف الصعبة.
ووجدنا الضمير الدولي يصرخ لنجد مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاروبي تطير على عمان وتعلن دعوتها لاستمرار دعم الاروبيين للاردن للإستمرار القيام بدوره الامني والإنساني نيابة عن دول العالم .
الزعماء الخليجيون ادركوا أن الواقع الجيو سياسي يؤكد أن أمن الاردن , هو جزء اساسي من امن الخليج , وان محاولة الاحاطة بكل ما يمكن ان يسيء لإستقرار المنطقة وبالتالي توقع ما لا يحمد عقباه , ونزولا عند النظرة القومية التي كان الاردنيون مثلا وقدوة لها دفع بخادم الحرمين لان يتصدر المشهد القومي العربي , والفكر الواعي لحاضر ومستقبل وواقع المنطقة , بإغلاق واحدة من المنافذ التي قد تكون ذات رياح عاتية قد لا تبقي ولا تذر خاصة وأن المتربصون كثر ؟!. فالأشقاء السعوديون يدركون تماما إن أي توتر على الجبهة الشمالية للملكة العربية السعودية المنشغلة الان في مواجهات حقيقية في أكثر من جهة مسالة في غاية الخطورة خاصة وان هناك من يتربص للتسلل والاقتراب اكثر من أي نقطة مع السعودية أو دول الخليج ويسعى نحو الاصطياد بالماء العكر ليكون على مواجهة مباشرة مع السعودية ودول الخليج . هذا اضافة لوعي القيادات الخليجية وقناعتهم الراسخة أن الاردن كان وما زال العضد الدائم لأي دولة عربية وخاصة الخليجية وانه ذا قيم اضافية تظهر عند الضرورة . هذا اضافة لدور العربية السعودية في القيام بالدور التجميعي المدافع عن الامة ما دامت تتمسك الان بخيوط قيادة الامة وتسعى لان تكون رائدة الدول العربية وتسلم زمام رايتها .
المواطن الاردني تنفس الصعداء ليس لمجرد سماعة بمبلغ الدعم بمقدار الوقفة العظيمة التي بادرت بها السعودية لتكون المخرز العظيم الذي يفقع عين كل من يحاول التلاعب والتشكيك في سمعة العلاقة الاردنية الخليجية وفي مقدمتها السعودية.
الاحداث التي تصاعدت خلال اسبوع واحد اعادة التفاؤل والامل لدى شباب الوطن ولتكون بداية جديدة , فقد تعلمنا الدرس , وللدرس استحقاقات علينا تحقيقها .