نحمد الله أولا على نعمة الإسلام الذي حرم علينا أكل الخنازير وحمانا من شرورها ، ونحمد الله ثانيا على أن الخنازير هاجمتنا هذه المرة كاشفة وجوهها ، غير متنكرة بزي البشر وبمعسول كلامهم وأشكال أغطية رؤوسهم وألوان أعلامهم وتنوع مساعداتهم ، لقد أتت هذه المرة ولسان حالها يقول لمسؤولينا ها أنا أمامكم فلتنظروا ماذا عساكم فاعلون لحماية شعوبكم وأهليكم .
ما ورد من أخبار ومعلومات لغاية الآن على مستوى العالم وعلى لسان منظمة الصحة العالمية مثير للقلق حول سهولة انتشار سلالات الإنفلونزا الجديدة التي تحملها الخنازير كونها تنتقل من الخنزير إلى الإنسان ومن إنسان لآخر مما قد يؤدي إلى حدوث وباء عالمي ويزداد الأمر خطورة بسبب افتقار الجميع للمناعة الطبيعية تجاهها ولطول المدة ( نسبيا ) التي سيحتاجها العلماء لتطوير الأمصال المناسبة لمكافحتها . وما دمنا نستمرأ العيش والنوم على فراش دول العالم الثالث فلسنا معنيين بأمر ذلك التطوير وليس هنالك من أحد ينتظر منا ذلك ، أما المناعة الطبيعية فهي بيد الله ، لذلك ليس أمامنا من سبيل في مواجهة الخنازير سوى الإلتزام بسبل الوقاية والإجراءات الاحترازية اللازمة والتي بدأتها فعلا الوزارات المعنية كالصحة والزراعة والبيئة حيث تم تعليق استيراد منتجات الخنازير واللحوم من أمريكا والمكسيك .
بالرغم من إشادة المواطنين بما صرحت به الأجهزة المعنية من إجراءات اتخذتها تحوطا من دخول الإنفلونزا للمملكة فقد برزت عدة تساؤلات أهمها عما يمنع من إتلاف كل حيازات الخنازير الموجودة في المزارع المرخصة وتعويض أصحابها سيما وأن الأرقام الرسمية لها حسب وزارة الزراعه تتراوح بين مئتين إلى ثلاثمائة رأس ، أما ما ذكره أمين عام وزارة الزراعة من أن الوزارة بصدد إجراء مسح لرصد الحيازات المنزلية الفردية للخنازير لمتابعتها والكشف الطبي عليها ، فلا أظنه سوى مضيعة للجهد والوقت وما على الوزارة سوى استصدار الأمر اللازم لإلزام أصحابها بالتبليغ عنها فورا وإتلافها تحت طائلة المسؤولية ، إلى ذلك نتسائل أيضا حول تصريح عطوفته بأننا نستورد الخنازيرعلى شكل معلبات لحوم ومشتقات اللانشون والنقانق والسنيورة وسواها ، والسؤال هو هل يوضح للمواطن العادي وبشكل معلن على المنتج وعلى رف العرض بأن هذه المنتجات تحوي لحم الخنزير ؟؟
سؤال أخير حول ما كشفه عطوفة الأمين من أن هنالك أعدادا كبيرة من الخنازير البرية وأعدادها بازدياد مستمر، تجوب مناطق الأغوار الشمالية تهاجم المزارع وتدمر المزروعات،هل ننتظر إجراءات الإدارة الأمريكية الجديدة أم نلجأ لمجلس الأمن لحل مشكلتها ؟!
mustafawaked@hotmail.com