نصیحة طاھر المصري لعمر الرزاز
السفير الدكتور موفق العجلوني
10-06-2018 03:57 AM
الدین النصیحة، نعم اذا ھبت ریاحك فاغتنمھا، كانت فرصة الالتقاء بدولة الاستاذ طاھر المصري ابو نشأت عفویة من غیر میعاد، ھذا الرجل القامة الاردنیة العربیة المسلمة الاصیلة، صاحب ابتسامة أخاذة واناقة ودماثة و ادب جم و خلق نبیل، شھامة و كرم عربي حاتمي اصیل و صاحب تاریخ عریق و عائلة حسب ونسب جذورھا ضاربة في ارجاء المعمورة، رجل دولة ، رجل سیاسة و دبلوماسیة صاحب شخصیة كرزماتیة ، نال ثقة جلالة الملك و ثقة الناس، لا یخشى بقول كلمة الحق لومة لائم، قریب من القلب، رجل حكمة و عقلانیة ممزوجة بعواطف جیاشة، عرفته عن قرب منذ التحاقي بوزارة الخارجیة عام ١٩٨٢ وفي المجلس الوطني الاستشاري و حتى ما قبلھا في ١٩٨٠ عندما كنت موظفا ومحرر اخبار انجلیزي في مؤسسة الاذاعة والتلفزیون.
نعم كان اللقاء بدولة ابو نشأت فرصة ذھبیة لطرح سؤال ھام في الظروف التي تعیشھا المملكة في اعقاب استقالة دولة الدكتور ھاني الملقي وتكلیف الدكتور عمر الرزاز بتشكیل الحكومة.
والسؤال المباشر لدولة ابو نشأت وبحضور عمید الصحافة الالكترونیة السید سمیر الحیارى: ما ھي نصیحة دولة ابو نشأت الى الدكتور عمر الرزاز ؟؟؟ - بصفتكم خضتم ھذا المخاض في التسعینات وتعیشون الظروف الحالیة وتراقبون ما یجري على الساحة الاردنیة ودول الجوار عن كثب، والتحدیات الاقتصادیة التي یواجھا الاردن.
نظر الي بابتسامته الرائعة و اطلالته البھیة التي تعود الاردنیون علیھا، وعلى محیاه الطیب بشائر الاجابة على سؤالي ... بینما الاستاذ سمیر الحیارى ینصت خاشعا للاستماع الى اجابة دولة ابو نشأت لتكون خلال ثوان تتصدر العنوان الرئیسي على صفحات عمون الغراء، فاذا بقدوم ضیوف أجلاء دخلوا لتوھم، فنھض دولة ابو نشأت من مقعده للسلام علیھم ...ودارت أحادیث وأحادیث وانا انتظر دولة ابو نشأت للإجابة على سؤالي و السید سمیر الحیاري ینتظر الاجابة على أحر من الجمر : ما ھي نصیحة دولته للدكتور عمر الرزاز الرئیس المكلف بتشكيل الحكومة .. " حكومة حراك الدوار الرابع".
اثناء ھذا الحدیث بینما كان دولة ابو نشأت مشغولا بالحدیث مع الضیوف الاخرین، سؤلت من ضیف اخر ما ھي علاقتي بالدكتور عمر الرزاز، فكانت اجابتي كالاتي:
في آخر لقاء لي مع معالي الدكتور عمر الرزاز والذي سبقه عدة زیارات لي لمعالیه في صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمیة، كان آخر لقاء لي معه قبل سنتین في مكتبه في البنك الاھلي الاردني حیث كان یشغل معالیه رئیس مجلس الادارة. وھذا اللقاء موثق في الصوت والصورة.
بینما كنت اجلس على طرف الطاولة المستدیرة في غرفة الاجتماعات، أصر معالي الدكتور الرزاز الا ان اكون على رأس الطاولة وان اجلس مكانه وقد رفضت وأصر على ذلك وقلت أمام الحضور: ھذا الكرسي لیس لي ولكنه للدكتور عمر الرزاز رئیس الوزراء القادم وضحك معالیه وقال: ھذه امنیة سعادة السفیر نتیجة محبته لي ...فعقبت بالقول: لا یا معالي الدكتور انت رئیس الوزراء القادم، فاذا ثبتت توقعاتي علیك ان تمنحني وزارة الخارجیة. فقال ابشر ان شاء الله ولكن ھذا مستبعد و البركة في دولة الرئیس ... نعم كانت توقعاتي قبل سنتین في مكانھا ...فالف ألف مبروك متمنیا لدولة الدكتور عمر الرزاز كل التوفیق واعانه الله على المسؤولیات الجسام التي امامه ...بنفس الوقت نھنئه على الثقة الملكیة الغالیة والتي ھو اھل لھا.
في خضم الجلسة التي جمعتني بدولة ابو نشأت وكان المكان یغض بالحاضرین، أوشك دولته على المغادرة، ولحقت به لكي اسمع الاجابة على سؤالي: ما ھي نصیحة ابو نشأت الى الدكتور عمر الرزاز؟ وكان بصحبة دولة ابو نشأت الاخ
سمیر الحیارى، والذي اشار علي، ان ابو نشأت في عجلة من امره... حیث غادر ابو نشأت وغادر الاخ سمیر الحیارى كل الى وجھته، وغادرت ایضا لارتباط اخر ...وخوفي ان الاخ سمیر الحیارى قد حضي بالإجابة واشك في ذلك ...والتي امل ان كانت لدیه ان یطلعني علیھا فھي من حقي ... وأخشى اننا لم نتمكن من معرفة ما یدور في خلد دولة ابو نشأت ...فكنت أؤمن بالمثل القائل إذا ھبت ریاحك فاغتنمھا ...وتذكرت المثل القائل: تجري الریاح بما لا تشتھي السفن.. فقد غادر دولة ابو نشأت.. وبقیت الاجابة سر من اسرار دولة ابو نشأت.
كنت اتمنى ان اشفي غلیل القارئ من جھة، وتزف النصیحة من خلالي الى دولة الدكتور عمر الرزاز قبل تشكیل الوزارة لعلي أحظى بحقیبة وزارة التسامـــــــــح "Intolerance of Ministry" اسوة بوزارة التسامح في دولة الامارا والتي یترأسھا معالي الشیخ نھیان بن مبارك آل نھیان والذي تشرفت بلقائه قبل اسابیع في قصر الامارات في ابوظبي، لكي اقوم بدوري طلب المسامحة من الاردنیین تجاه كافة الحكومات السابقة التي اخذت الاردن الى ما ھو علیه الان
ولكي یبدأ الدكتور عمر الرزاز صفحة نظیفة نقیة ناصعة البیاض خالیة من الذنوب بحق الاردنیین.