الاردن والسعودية رسوخ الجبال
د.مهند مبيضين
10-06-2018 01:52 AM
التحرك السعودي الأخير لدعم الاردن يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بالأردن حكومة وشعبا، وهو تحرك نتيجة لسياسة حكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وتفهم مصحوب ببصيرة عالية لقضايا الاردن وتحديات الدولة الأردنية في عدة مناحي.
ليست الاحتجاجات الاردنية الأخيرة هي الدافع للمساعدة السعودية أو التحرك الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في لقاء تشاوري مكثف اليوم الاحد مع الملك عبدالله الثاني وإخوانه من قادة الخليج، انه لقاء ضمن مسار سعودي طويل وتاريخي، وحاضر عميق بالتعاون والدعم للأردن.
وفي المقابل، هناك رهان دائم على الاردنيين النشامى في دول الخليج، رهان عليهم في أعمالهم التي يقوموا بها بجد ودأب ودقة وانتماء وجدية كبيرة في عملهم، ورهان على كرامتهم وشموخهم وحبهم لوطنهم. فالأردنيون لن يضيعوا وطنهم ولن يقودوه للمجهول كما حدث في دول أخرى في زمن الربيع العربي.
إن الرهان الخليجي على الاردنيين كبير، وهم في غربتهم في دول الخليج. أو كانوا في بلادهم يخرجون في طلب الحرية والعدالة ومكافحة الفساد والمزيد من الديمقراطية، وأهل الخليج يقولوا دوما حافظوا على الاردن.
كانت السعودية تاريخيا أكثر بلد عربي وقف مع الأردن في القرن العشرين حين كان الحكمان يصنفان من قبل دول الانقلابات في مصر أو سوريا أو ليبيا أو العراق بالانظمة الرجعية، وانها دول لا تمت للحداثة بشيء. وقد انتهت تلك الدول التقدمية للاستبداد والدم، وانتهى الاردن والسعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان إلى دول آمنة تقدر الإنسان وتجعله هدفا لكل تحديث وتعنى بالتعليم أكثر من أي هدف آخر.
في الأردن وفاء كبير لكل دول الخليج. سواء دعمت أو لم تدعم الاردن. سيظل الأردنيون على سجيتهم وعروبتهم وفي مقدمة الشعوب دفاعا عن الحق العربي الفلسطيني، ومع وحدة البيت الخليجي، وضد إيران وتغولها على المنطقة العربية وتحكمها في بعض الدول.
نعم أدركت السعودية خطر الخروج الأردني من دائرة العمق العربي إلى تحالف تركي أو ميل لإيران في ظل شح الدعم العربي للأردن. لكن الاردن لا يقامر بخياراته وسياساته، هو بلد عقل وعقال. نحن بلد فيه حكمة كبيرة وكرامة شعبه فوق كل اعتبار ومن يؤتى الحكمة أوتي خيرا كثيرا بإذن الله.
إن دعوة خادم الحرمين مقدرة. لأنها تمثل التفاتة عربية من دولة حكيمة وحكم عاقل يخاف على الاردن، كما يخاف على أي بلد عربي آخر أو مدينة سعودية.
وهي علاقات راسخة منذ اتفاق جدة ومنذ زيارة الملك المؤسس عبدالله الأول للرياض قبل العام 1946 ولاحقا كانت الرياض الداعم الأكبر لتنصيب المشرع طلال على عرش ابيه، وكانت أولى محطاته التي زارها في بداية عهده القصير، استمرت العلاقات متينة مع الحسين الباني وهي في زمن الملك سلمان وأخيه عبدالله الثاني تحالف ورسوخ كجبال طويق ورم ضد إيران ومع الشرعية اليمنية وضد الإرهاب.
الدستور