facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إعلاميو التضليل!


سليمان الطعاني
09-06-2018 04:13 PM

إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم أنهم معرّضون للأخطار التي قد تداهمهم في أي وقت، وحذّرهم من أن أمنهم مهددٌ في أي لحظة وأن المؤامرات تحاك ضدّ بلدهم، وأن اقتصادهم في مهب الريح قد ينهار في أي لحظة، ثم شكّك في وطنية معارضيك، واعتبر كل مناداة بالحريات والحقوق أجندات خارجية ... الخ. وبذلك تستطيع ان تسيطر عليهم وتمرر مخططاتك واجنداتك التي تريدها، هذه الاستراتيجية الإعلامية التي طبقها هتلر لتعبئة ألمانيا لدخول الحرب العالمية الثانية.

أدرك هتلر أن الإعلام هو الوسيلة القادرة على هذا الفعل باستخدام الترويج والتضليل والكذب. فعيّن جوبلز وزيراً للدعاية، والذي أسس فن الدعاية السياسية وروّج للفكر النازي وصاحب شعار، أعطني إعلاما بلا ضمير أعطِكَ شعباً بلا وعي.

بعبقرية إعلامية خبيثة أثرت وألهمت شعبًا، رسخ جوبلز مفهوم 'البروباجندا السياسية'، ولا زالت كلماته محفورة في أذاهان كل من أرادوا تمرير السياسات على شعوبهم بالكذب، اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، سياسة تأطير تجعل ﻋﻘﻠﻚ ﻳﻨﺤﺼﺮ في ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ فقط ﻓُﺮﺿَﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺂ، ﻭﻣﻨﻌﺖ ﻋﻘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ المتاحة، أسلوب ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ!

“فن إدارة الأوطان' بالأكاذيب والأوهام التي ليست من الواقع في شيء والتي تجعل الناس لا يرون الا ما يرى أصاحب نظرية صناعة الكذب.

الإعلام المضلِل ظل دائما يوهم الشعوب بالخروج الحتمي في النهاية من عنق الزجاجة، يوهمهم بالرخاء المنتظر في المستقبل القريب، وأن احلامهم سوف تتحقق في النهاية وما على الناس الا الصبر والصبر فقط أمام الفقر والعوز وضيق ذات اليد لأن وطنهم يستحق منهم ذلك وأمام الارهاصات والالام التي يواجهونها إن هم أرادوا الخير لوطنهم!!

أوهام وأكاذيب نراها يومياً عبر الإعلام تكسَبُ بها الحكومات وقتا أطول وعمرا أطول بإعطاء الآمال الكاذبة وخلق السراب الذي يزيد من تحمل الجميع للأوضاع الصعبة، وتغذية الوهم والأمل الزائف وخلق بقعة ضوء في الأفق يطيل حتما في عمر المعاناة دون تقديم حلول ناجعة وبرامج صحيحة.

ليس هناك أبشع من تغييب رأي الناس واحتكار الوطنية، وتضليل الوعي بتزييف الواقع بالكذب الممنهج.

يبقى تضليل الاعلام كذباً، وتلاعباً بالعقول ويخدم سياسات واجندات، ولكنه كذب ممنهج، يُراد به ما يراد، فالخبر والمعلومة كالريح إذا مرّت على النتن حملت نتناً، وإذا مرت على الطيب حملت طيباً.

إعلاميو وسياسيو اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، هؤلاء المتلاعبون بالعقول إن كانوا يستحقون من الناحية المهنية تقديراً ما، فانهم من الناحية الأخلاقية يستحقون كل احتقار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :