من هي الشخصيات العامة في مجتمعنا ؟ مبادرة اهل الهمة انموذجا ..
د.حسين محادين
01-05-2009 02:07 PM
×المقصود بالشخصيات العامةهنا؛هم الاشخاص الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية تأثيرية واضحة في الرأي العام الاردني و امكانية توجيهه محليا ومطلبيا نحو قضايا ملحة بالنسبة للمواطنين المؤمنين به ولاسباب عديدة منها:- حضورهم المُتكرر لهذه الشخصيات في وسائل الاعلام لاسيما البصرية منها كجزء من سطوة الصورة ورسالتها على المتلقي أوالمتابع من جهة ؛ومن جهة ثانية جراء أمتلاكهم السلطةالرسمية والمعنوية كوزراءأونواب أومدراء عامون لمؤسسات عامه سياسية كانت ام مالية تنموية احيانا، وفي احاين اخرى ياتي لاحقا (للاسف) صناع العلم وحماة الوطن ومزارعوه ومُشكلوا سخصياتنا كافراد اوطلاب علم من حيث درجة التأثير في الرأي العام ؛رؤساء الجامعات والاطباء الالمعين والقادة والمهندسون المتميزون والفنانين وحتى الكتاب والمثقفون ولكن على نطاق موسمي وآني في الغالب وبمعية السياسي غالبا وليس بحضورهم الضاف و المستقل كما يُفترض .
*وبناء على ماسبق ومن منظور علم الاجتماع التنموي نُلاحظ مثلا بأن الشخصيات العلمية( الدكاترة والمهندسين والاطباء عموما)؛ والاقتصادية( اصحاب الاموال والمشاريع والمقاولون..) وغيرهم وكجزء من نزوع جمعي اردني لافت يميلون ويسعون فعلا الى ان يكونوا في مواقع سياسية كالوزراءاو الامناء العامين وأن كان هذا حقا للمؤهلين منهم ولكن ليس لاسباب مالية عادة وانما بحكم (البرستيج المتمم) الذي يناله حامله في نظرة المجتمع اليه والى لقبه، والدليل على هذا هو رفض عدد من الشخصيات الاقتصادية ممن عملوا وزراء في السابق رفضهم العمل مجددا في الوزارة الحالية استنادا الى تصريحات دولة رئيس الوزاء الحالي . من هنا يُتداول في هذا السياق مثلا تعبير ( معالي الشعب الاردني ، او الصالونات السياسية كوصف لمؤسسات هي الاقرب الى هلامية التعبير وموسميته) في تفسير بليغ الى تقديمنا كأردنيين للسياسي على ما غيره من المواقع والتأثيرات العامة.
* لعل السؤال الذي يقفز امام القارىء لهذاالمقال ؛ما علاقة الذي سبق بمبادرة اهل الهمة التي اطلقها صاحباالجلالة الملك عبدالله والملكة رانيا العبدالله العام الحالي؟؟
* أجتهد بالقول .. ان تربُع السياسي الاردني على سُلم المكانة الاجتماعية والاعلامية في مجتمعنا ولفترات طويلة قد قلص او اختزل الانجازات الكثيرة لوطننا في ثلة من ابناء المجتمع الذين نحترم، الامر الذي كرس انماط ثقافية تغبن الاخرين من غير السياسين حقهم في الظهور والتأثير الواضح ضمن المشهد الوطني للاردن قيادة وشعبا وكجزءمن محيط اكبر . فلدينا الكثير من النماذج المحلية والوطنية وعلى شتى الصعد الجديرة بالانصاف والتبجيل لانجازاتها ولصمتها الطويل على عدم ابرازها على مسرح الحياة الوطنية بداء من الاطفال مرورا بالمعلمين والموظفين والعسكرين والمدراء والمؤسسات والمهنيون والعمال والمثقفون والاطباء والممرضون والامهات والنساء الصابرات عموما...الخ .ولعل التميز المضاف في هذه المبادرة على وجه الخصوص هي ان الناس كل الناس انفسهم (وليس الاعلام او المسؤلين أو حتى اللجان التقليدية التى تكلف عادة لفرز المتميزين من المتقديمين لاي مسابقة مثلا..) هم الذين سيرشحون ويسهمون في انصاف اهل الهمة الذين بقيوا ولفترات طويلة خارج دائرة التقدير والضوء الاعلامي المُعزز لادوارهم ومبادراتهم في كل مناطق الوطن رغم دوام اسهام هؤلاءالمستمر في اغناء وتطوير مجتمعنا، وبالتالي فان هذه المبادرة الفذة والمبتكرة عربيا وعالميا- بحدود اطلاعيالمتواضع- ستسهم باعتقادي في عدد من التغيرات تبداء في تعديل الذهنية الجمعية لدينا كأردنيين في ما يتعلق بالسلوك النمطي لافراد المجتمع ومؤسساته عبر اعادة الاعتبار والتذكير باهمية الانسان الاردني المبادر اي كان عمله وموقعه الجغرافي ، في الوقت الذي ستوسع هذه المبادرة وبالمعنى القيمي المُثمن دائرة المشمولين في البناء والتقدير من مختلف مكونات النسيج الوطني المتعدد -حضورا وغنى- وفقا للانجاز والتطور والتمكين وليس لاي اعتبار جهوي اواثني اخر.
* انها وبأختصار كثيف كمبادرة محاولة تنموية ووطنية تستند الى العلم والعمل الاجرائي، -وهو ما تفتقدة اغلب المبادرات الاخرى والتي ما تلبث ان تذوي - هادفة
وترمي الى اعادة توزيع محُددات المكانه الاعتبارية والتقديرية لكل شرائح مجتمعناالمنتجة والعاملة دون استأثار السياسي مثلا على غيره، واستنادا الى ان هوية الوطن انما تقوم على تنوع المشاركات والمشتركات في الموارد والانتاج والاضواء الاعلامية المنصفة للجميع وصولا الى التكامل والتميز الاردني الاشمل كما ارادته قيادتنا المبادرة على الدوام.