لماذا البقاء في الشارع، وقد انتصر جلالة الملك لنا؟!
د. اخليف الطراونة
07-06-2018 04:24 PM
لم يعد من المقبول ولا المنطقي حالة المعاندة و(المجاكرة)، التي يمارسها بعضهم في البقاء في الشارع بالرغم من انتصار الملك لصوت الناس ونداءاتهم المتكررة بتغيير الحكومة، وتخفيض الأسعار، وعقد حوار وطني حول قانون الضريبة مدار الجدل والنقاش، والمحرك الرئيس لما حدث في الأيام الماضية.
الموضوع ليس كسر إرادات بين الناس والدولة، وإنما هو خلاف مع حكومات سعت إلى سدِّ عجزها ونومها في عسل المسؤولية، من جيب المواطن المثقوب أصلا، وهو ما أشار له جلالة الملك في لقائه مع الصحفيين، واضطراره مرات عديدة إلى القيام بدور الحكومة عندما تعجز عن اجتراح الحلول، وحلّ مشاكل الناس، ومواكبة طموحاتهم وآمالهم.
ما دعوت له في مقالة سابقة من إقالة للحكومة، وتشكيل لجنة محايدة لتسعير المشتقات، وتشكيل حكومة تتلمس مشاكل الناس، وتسعى إلى حلول للصعوبات التي يعانونها، لامسا من خلاله مطالبات الناس وأصواتهم، هو ما جاء في كتاب التكليف السامي لحكومة دولة الدكتور عمر الرزاز، التي نتمنى أن تكون بحجم ثقة القائد والأردنيين جميعا.
البقاء في الشارع أصبح غير مبرر خصوصا بعد التوافق الذي حصل اليوم ما بين دولة الرئيس المكلف ومجلس الأمة بشقيه ومجلس النقباء على سحب مشروع القانون، وإعادة النظر في منظومة التشريعات الاقتصادية بالكامل بما فيها قانون ضريبة الدخل. وقفنا مع الاعتصام والاحتجاجات منذ البداية لتحقيق هذه المطالب وقد تحققت الآن بحمد الله وتوفيقه.
دعونا نعطي فرصة للحكومة الجديدة، ونرى إجراءاتها وبرنامجها، المقيّدة بسقف زمني تجرى بعده حالة تقييم من قبل الناس، وفي النهاية فإن الشارع سيّدُ نفسه، ويستطيع الرجوع للدوار الرابع وغيره متى شاء وأراد. فنحن شعب يحب وطنه ويخاف عليه، ويفديه بالمهج والأرواح وهذا كان واضحا من خلال رقي مطالبتنا بالإصلاح والتغيير بمظاهرات سلمية، لأن هذا هو ديدن الأردنيين الشرفاء المحبين لوطنهم وقائدهم ولكافة مؤسسات الوطن، التي لا نريد أن نضعفها ونكسّرها بأيدينا وبأيدي المتربصين من كارهي الأردن واستقراره ومستقبله الزاهر بسواعد أبنائه بإذن الله تعالى.
حفظ الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة، من كل مكروه وشر، ودمتم كما عرفتكم دوما مثالا للرقي والوطنية الناجزة والخلق الكريم.
والله من وراء القصد