الخدمات الحكومية في كتاب التكليف
د.عبدالله القضاة
07-06-2018 02:25 PM
كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك لدولة رئيس الوزراء المكلف يشكل خارطة طريق لمسار الحكومة وإطارا عاما لاستراتيجيتها القادمة. والأهم من ذلك، هو المعيار الرئيس لمساءلتها واستدامة بقائها. وجاء مجال الإصلاح الإداري جليا وواضحا في كتاب التكليف: "تمكين الأردنيين من تحفيز طاقاتهم، ورسم أحلامهم والسعي لتحقيقها، وتلبية احتياجاتهم عبر خدمات نوعية، وجهاز حكومي رشيق وكفؤ."
المحور الأول في هذا التوجيه هو الخدمات النوعيه، والمقصود ان ترتقي مؤسسات الدولة بجودة خدماتها المقدمة للمواطن، من حيث الكلفة التي يتحملها المواطن لقاء الحصول على الخدمة، والزمن المستغرق لتقديم هذه الخدمة، إضافة الى نوعية هذه الخدمة وخلوها من العيوب وغير ذلك الكثير. والتساؤل: ماهي الاستراتيجية التي ستعتمدها الحكومة في تحقيق ذلك؟! وماهي الجهات المعنية بالتنفيذ ؟! وما الوقت الذي يمكن للمواطن أن يلمس فيه تلك النتائج المستهدفة؟ جاء في كتاب التكليف السامي قبل سنتين لحكومة د.هاني الملقي المستقيلة: "يجب العمل بشكل حثيث لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن في مختلف المجالات. ولتحقيق ذلك، لا بد من النزول إلى الميدان للتواصل مباشرة مع المواطنين وتلمس احتياجاتهم والخدمات المقدمة لهم، لضمان الاستجابة السريعة والعادلة لقضايا المواطنين في جميع المحافظات."
ومن حق المواطن أن يسأل هنا : لماذا لم يتحسن مستوى الخدمات الحكومية المقدمة، ولماذا غاب معظم الوزراء عن الاستجابة السريعة لقضايا المواطن؟ ثم؛ أين هي الخطط التنفيذية لتحسين الخدمات الحكومية وأين مستوياتها المستهدفة والإطار الزمني لتنفيذ ذلك؟ كما أنه من حق المواطن أن يسأل الوزراء عن مصداقية تصريحاتهم الاعلامية وإنجازاتهم الورقية، وهل يمكن مساءلتهم بأثر رجعي؟! هذا، بإعتقادي، هو ما يترقب الملك اجابة عليه.
وحتى لاتكون هذه الحكومة إستنساخا عما سبقها من الحكومات، فإنني اقترح في هذا المجال ما يلي:
أولا: تبني إستراتيجية التطوير الذاتي لمؤسسات الدولة ، وبموجبها يتم إعادة تأهيل وبناء وحدات التطوير المؤسسي في هذه المؤسسات ورفدها بأفضل الكوادر البشرية المختصة ومنحها الصلاحيات الكافية بما يمكنها من احداث التطوير والتغيير المستجيب للأهداف الوطنية.
ثانيا : تفعيل دور معهد الادارة العامة ليتولى تأهيل كافة العاملين بهذه الوحدات ضمن مسار تدريبي متخصص يتطلب من كل موظف اجتيازه لإستمرار عمله في هذه الوحدات.
ثالثا : أن تلتزم وحدات التطوير المؤسسي في كافة مؤسسات الدولة بتقديم خطة تنفيذية بتحسين الخدمات المقدمة لوزارة تطوير القطاع العام؛ ضمن مستهدفات قابلة للقياس واطر زمنية محددة؛ وتتولى الوزارة مراجعتها وإعتمادها .
رابعا : أن تتولى كل مؤسسة – وبإشراف وزارة تطوير القطاع العام – إعداد دليل خدمات الكتروني لكافة الخدمات المقدمة وتعلن كل مؤسسة بالتزامها بذلك بموجب ميثاق للمواطن يعلن لكافة الجهات المعنية.
خامسا: أن يكون مستوى الأداء المؤسسي، والذي من ضمن مؤشراته مستوى تقديم الخدمة ورضا متلقيها، الأساس في تقديم الحوافز الفردية ومنح فرص الترقية والتقدم الوظيفي للعاملين في هذه المؤسسات.
وبشأن الترشيق الحكومي، فقد سبق وتناولت ذلك ، حيث تم اقتراح ان يقتصر عدد الوزارات على (19) مع (3) وزراء دولة، اضافة الى مراجعة الهيئات والمؤسسات المستقلة لتحقيق الترشيق المطلوب.
وسنتناول بمقالات قادمة المحاور الاخرى بحول الله.
*امين عام وزارة تطوير القطاع العام ومدير عام معهد الادارة العامة سابقا
a.qudah@yahoo.com