لم نبالغ اذا قلنا بأن الأردن ينتفض ، الأردن يثور ضد الباطل و ممارسات الفساد ومسلسلات التنفيع ، الأردن يقف صفا واحدا بنيانا مرصوصا و سياجا منيعا خلف قيادته و الرؤى الهاشمية لأردن أفضل ، الشعب قال كلمته ووحد مطالبه " لا نختلف مع الشخوص و انما مع النهج و مسلسلات التجويع و التركيع".
الأردن لن يكون سيناريو مكرر لدول عربية راحت ضحية الفوضى و الجشع السياسي ، الأردن نموذج عالمي كسر قواعد الإضراب والإعتصام لاجئا نحو مزيد من اللُحمة و الخوف والحرص المبالغ على الأردن ، فـــ ( الأردن أولا ) كي لا ننسى .
الأردن الوطن الذي كان و ما زال للأمة الشعوب العربية واحة أمن واستقرار وقف على مذبح الشماتة وأمنيات باطلة دحضها الشعب بالهتاف من القلب للوطن و القيادة ، عاش الوطن و عاش الملك و عاش الشعب حرا عزيزا ، فبنادق الجند صوبت للسماء ولم تكن يوما تجاه ابناء جلدتهم كما هو حال غيرنا مما مزقتهم أطروحات التقسيم و الحروب الأهلية ، فالمعادلة في الأردن غير فكانت دعواتهم لله خالصة لتحمي حناجر أبناء هذا الشعب ووييسر سبل النجاة ، كانوا دروع بشرية للحماية وضمان سلامة و حياة المواطن صوت الحق .
و هذا ليس بغريب عن شعب قائده يثني على مساعيه ويثمن على خطاه و يطالبه بالمزيد لصون حقوقهم بل و يشدد على أنه لا مكان لفاسد في هذا الوطن و مؤسساته و من يجد نفسه عاجزا عن العمل و العطاء و الوفاء باليمين الذي أقسمه لخدمة هذا الوطن فجدران منزله أولى به من مؤسساتنا ، فالوطن فيه ما يكفي من أزمات وعجز ونقص تحتاج لرجال دولة لقيادة المرحلة بأفضل صورة .
ودعتنا حكومة و أخرى قادمة التحديات واحدة والمسيرة مستمرة ربما تختلف أبجديات التعامل مع القضايا من التأجيج الى الحنكة ، من الصدمة الى الإقناع ، و من الفرض الى الحوار الوطني المسؤول ، من لغة لا أراكم الى لغة المسؤول الشعبي أبن الميدان الذي يقف على نبض المواطن .
نعم جلالة الملك قالها صراحة لايمكن له العمل عوضا عن السلطتين التشريعية والتنفيذية فالمسؤوليات الجسام والتحديات والواقع أكبر فدوره كما صرح ضامنا ومحافظا على الدستور و موجها لما فيه خير للأردن ، فعلى من سيصل لاحقا لكراسي المسؤولية أن يعلم جيدا ان عمله هو الضامن لبقائه واستمراره فلا مظلة لعاجز أو فاسد ، و جلالة الملك فوض الشعب بالضغط على الحكومة لتكون لسان حاله لا وسيلة تدفع نحو الإنفجار والغضب الشعبي .
الأردن ربما ترك وحيدا وسط عواصف اقليمية و ظروف سياسية عاصفة أثقل من امكانياته و تحدياته ولكن تجاوزها بعناية إلهية و بقدرة الملك على قراءة التداعيات والوقوف عليها ، فكان هو الوطن بأكمله ، و صوت الأمة العربية .
من هنا لابد لنا أن نكف عن جلد الذات و تحديد مسارات العمل ووضع الخطوط العامة والعريضة للحكومة القادمة لتتبنى ما يرد في كتاب التكليف بحذافيره لانه طوق النجاة و رسالة نحو اعادة بث الحياة في المجتمع ، وكل منا يتحمل المهام الملقاة على عاتقه و يبدأ في نفسه في العمل و تضييق حلقات الفساد والمحسوبيات والتنفيع ، و محاسبة كل فاسد بالوثائق والأدلة .
عمان و باقي محافظات المملكة تسجل يوميا أروع صور الانتماء فالمطالب محقة وواضحة واذا ما طبقت كانت خارطة طريق و ضمانة للاستقرار .
أخر القول حمى الله الأردن قيادة وشعب ، و صرف عنا شماتة الغير و ظروفهم.