حتّى لا يُفرِقَــنّـا " النهج " بعد إذ جمَعنا الوطن
علاء مصلح الكايد
06-06-2018 04:59 AM
على غير العادة، لم أكترث للسيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف ، فالحراك ( المُرعِب ) كفيلٌ بألّا يتسلّم دفة الولاية العامّة ( الملتهبة ) من يجد في نفسه ضعفاً أو من يعجز عن قيادتها بين جموع المحتجين !
لكنّ المُصطلح الفضفاض " النّهج " قد يكون سبباً في تفرقنا بعد أن شاء القدير و دعانا المليك لنجتمع و نُعلي صوتنا فإنقلبنا ممّن يشيرون للملك إلى من يشورون عليه ، لنُطبِقَ و إيّاه الخناق على وجعٍ إستنزفنا .
و حتّى يُثمر هذا الجمع و الجهد المُبارك ، لا بُدّ من الإتّفاق على تعريفٍ مانعٍ جامعٍ لمُصطلح النهج ، فهو في نظر البعض حكومة منتخبة روافعها ما زالت مفقودة ! و قد كتبت مقالاً قبل ٥ سنوات لمن أراد الإستزادة " لا لتوزير النواب " فإذا كان كرسيُّ النيابة يُشترى بالملايين كم سيبلُغُ ثمن كُرسيِّ الرئاسة و الوزارة ؟!
" إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .
فما دامت قوانينُ الإنتخاب ذاتها تعزِّزُ المحاصصة لن يستقيم الحال ، كما أنّ القانون الحزبيّ بالكامل ( حصان طروادة ) و مطيّةٌ لأحزاب غادرت المشهد و تركتنا وحدنا في الشّارع ، فلم نرى منهم فرداً و لم نسمع لهُم رأياً و كأنّ الصلاة من أجل الوطن لا تجوزُ الا في الصفوف الأولى و بإحتكار المنابر !
و لغياب الإتّفاق على إطار واحدٍ للتعريف ، دعونا نتّفقُ أنّه ( مكاشفةٌ و مصارحةٌ و محاسبة ، تقشُّفٌ و تصعيدُ قياداتٍ تعي معنى الأمانة ، أبوابٌ مفتوحةٌ لا مواكبٌ يسود فيها الخادم على مخدومه ، مُحاربةُ الفاسد الملعون صغيراً كان أم كبيراً ، خدماتٌ نوعيّةٌ لا إسميّةً فقط ) .
و كلّها لا تُدرك إلّا بالتعهُّد فإنتظروه ، ثُمَّ الأداء فلا تستعجلوه .
و لا تخشوا منذ الآن شيئاً ، فالمسؤول خادمكم مهما عَلَت مرتبته ، و أنتم فرسانٌ أبناء فرسان لا تخشون في الحقّ لومة لائم .
و لنعترف بأن نبيّاً مكلّفاً لن يرضي أذواقنا جميعاً ، لذا فلنتّفق على أنّنا سنكون له بالمرصاد كائناً من كان ، فالحجاب الحاجز بيننا و بين الملك ولّى إلى غير رجعة بإذن الله .
و حتّى لا يبات النزول للشارع أمراً عابراً تستهينه الحكومات ، لنُعِد تموضعنا و نجعله أعظم مواقفنا ، و لنتدرّج فالعصر تطوّر و بات لدينا من أدوات الضغط الكثير من الإلكترونيّ للإعتصام فالإضراب و هكذا صعوداً ، و الشّارع نقطة إنطلاق حراكنا المسؤول ، فليكُن ( وسيلة ) إصلاحٍ لا ( غايةً ) ننطفيء بعدها و لنَقحَمَ الأحزاب و نعتلي منصاتها .
و لنُمسِك بأدواتنا الدستوريّة القويمة ، فقد قيل بشعبنا أنّه مات فإذا به حيٌّ قويٌّ ، و كذلك مجلس النوّاب الذي نظنّه مات هو الآخر لكنّ إنعاشه بأيدينا ، و لن يكون هذا إن بقينا نهلّل و نرحّب بنوابنا في مناسباتنا الإجتماعيّة و نستجدي عطفهم ، بل نحن مثقفون كفاية و أقوياءٌ لنحاسبهم و نحاججهم لا بل نُقودُهم بدل أن يقودونا أو تقودهم الحكومات .
أخيراً ، فلنؤمن بالله ثُمّ الملك ، فهو أبٌ لا يريحه أن يدخل بيته فيجد أبناءه عِشاءً يبكون أو غضبى ساخطون ، و هو ليس بموظّفٍ يدير ظهره ليستريح من مسؤولياته متى شاء !
و لنَعِي بأنّ ما جرى من تغييرٍ هو محض إرادتنا الحُرّة ، و الإستهلالُ الطيّبُ لا يجرُّ إلّا طيّباً .
و ها قد بادرنا الملك الإشارة لنقول كلمتنا فقُلناها ليُبادلنا الإجابة ، و ما جزاء الإحسان إلّا الإحسان .
لننتظر قليلاً و نُقيِّم الأمر وفقاً لواقع الحال ، فمَن ألقى بحكومة المُلقي لقادرٌ بأن يستبدل غيرها و الشّارعُ على ذلك شهيد .
الأردنُّ العظيمُ ينتظرُ منّا الكثير و ما نحن بخاذليه .
فهنيئاً لنا بمليكٍ يسمع ، و هنيئاً لمليكنا بشعبٍ قويٍّ مُبدِع .