المخفي في اخر ٤٨ ساعه من استقاله الملقي وقدوم الرزاز !
المحامي اسامة البيطار
04-06-2018 10:11 PM
كانت الثقة واضحة على محيا الملك لمن التقاهم في قصره رغم تعبه من سفر شاق الى ألبانيا بخصوص مؤتمر مهم وكان مكتبه مزدحما بجدول الاعمال مؤجل لحين عودته.
التقارير الامنية تشير الى حالة من الغضب العام في المملكة ونسبة كبيرة مِن النواب "مكبلين " ولا صوت لهم.
القيادات السياسية متوجسة الرهبة والخوف من اي تصريح يثير الشارع تاركين الملقي يترنح لوحده في معركته الاخيرة الشبيهة بـ corrida de toros وهي رياضة أسبانية قديمة فيها مواجهة علنية بين الثور والمصارع تنتهي عاده بذبح الثور ...
القصة لم تنتهي عندما طلب الملك بوضوح من القادة الامنيين ان لا تنزل قطرة دم واحده في الشارع مهما كانت سقوف الشعارات.
وقد وضع على مكتب جلالته من رئيس مجلس الأعيان تصورا او مخرجا قانونيا/دستوريا لمشروع القانون الضريبي الذي سبب ازمة لا تزال تدور رحاها حتى اللحظة.
الملك رفض الخروج بخطاب معتبرا انه لا يدافع عن قرارت الحكومه او أخطاءها وهي بذات الوقت فكرة قد تنعكس سلبا في ظل عيون محدقة بالشر من الخارج على المملكة الاردنية الهاشمية.
وقد أبقى الملك في نفسه سرا الى ان امر ولي عهده ان ينزل للرابع فجرا الاقالة ويبارك للجنود ويطلب منهم حماية المتظاهرين وكانت هذه بمثابة الخطاب الملكي الذكي الذي غير المعادلة من جديد.
تعامل مع الشارع من خلال ولي عهده الذي أرسل رساله كبيرة واضحة لمن يحاول الغمز بالعرش الهاشمي والولاء له ...
وفِي تكملة القصة وهي لم تنته فصولها ... فقد اطلع الملك على تقرير اللقاء بين الحكومة ورئيس الوزراء الملقي والذي اصر ان يجازف بمنصبه في سبيل قناعته ان القانون لا بد ان يسير في الاطر الدستورية القانونية عدا على انه اخر الإصلاحات المالية في حكومته وكانت بالفعل الضربة القاضية له.
وقد وضع الملقي الصورة بوضوح بين يدي الملك وكيف تصرف النقباء واستطاعوا مهادنته لحين الانتهاء من المؤتمر الصحفي والخروج من المأزق الإعلامي حتى تتضح الصورة وكانت المواجهة فعليا في الشارع بعد ساعات من لقاء الرئيس بالنقباء .
البحث عن البديل لم يكن مرهقا بقدر ما كان معقدا فالشخصيات الوزارية المعنية نسبيا بالقانون عدا - يعرب القضاه - الذي سُرِب انه طلب من الرئيس الملقي ان يؤجل رفع المحروقات لغليان الشارع فان جعفر حسان وعمر ملحس لم يكونا باحسن حال من الملقي سوى وصفهم بالندية ضد الشعب الاردني.
وهذا ما هيئ الظروف باقتدار لعمر رزاز ان يكون الشخصية القادمة من جبل اللويبدة والطَبقة الوسطى ليقود المرحله القادمة بوصفه هادئا ومقتعا وغير صدامي وبسيطا. والاهم انه يفهم لعبة الدين الخارجي والداخلي بوصفه اقتصاديا من الطراز الاول وقد عمل سابقا في صندوق النقد الدولي و قبل ان يكون تربويا ناجحا حقق شهره في أوساط الطلبه لتماسه المباشر معهم ومع أولياء امورهم .
تصريح عابر للمقرب من القصر فيصل الفايز ان الإضراب حق دستوري وسبقه سمير الرفاعي بتوصيفه للقانون انه غير منصف قلب الطاولة على الحكومة التي حاولت ان تشيطن الإضراب لكنها فشلت امام دهاء مازن ارشيدات نقيب المحامين الذي عرف مع زملاءه النقباء كيف يتعاملوا مع الموضوع "بِكر وفر " وخبث سياسي خاصة انه الأكثر تجربة في العمل النقابي من غيره من النقباء وكان لتصريحاتهم الأثر في حصر الموضوع يا حكومة اسحبي القانون نوقف الإضراب من دون الخروج عن هذا المحتوى او اللعب بأوراق سياسية محروقة.
الامر لم ينته عند هذا الحد فالتطورات لا تزال متسارعة بنبض الشارع فهل ينجح الرزاز بإطفاء الحرائق التي أشعلها سلفه !