سفارة معزولة في "الرابية"
فهد الخيطان
29-04-2007 03:00 AM
بعد 13 عاما على معاهدة وادي عربة إسرائيل تفشل في اختراق الوجدان الأردنيما نشرته الصحف الاسرائيلية عن فشل السفارة الاسرائيلية في عمان في ايجاد فندق يقبل اقامة احتفال بذكرى »قيام اسرائيل« او مورد يزود السفارة بالطعام يكشف مدى العزلة والعداء الذي يكنه الاردنيون لاسرائيل.
الاحتفال الذي اقيم على ما يبدو في السفارة لم يشارك فيه الا قلة من الاردنيين غالبية الحضور كما قالت صحيفة يديعوت احرونوت هم من اعضاء السلك الدبلوماسي في عمان. في احتفالات مماثلة جرت في سنوات سابقة كانت بعض الشخصيات السياسية لا تتردد في تلبية دعوات السفارة الاسرائيلية الا انه مع مرور الوقت وتبدد الوهم تجاه موقف اسرائيل من عملية السلام لم تعد احتفالات »السفارة« تغري حتى المؤيدين للسلام. التمثيل الحكومي في مناسبات السفارة الاسرائيلية يتراجع مستواه سنة بعد سنة.
هذا العام ارسل المسؤولون سلة زهور نقلها للسفارة عامل في احدى محلات بيع الورود.
على المستوى الشعبي يكاد التطبيع مع اسرائيل ان يكون معدوما بضعة تجار وسماسرة من الاردن والضفة الغربية هم من يرتادون السفارة. لكن الاشكالية هي على المستوى الرسمي اذ ما زالت مؤسسات حكومية تتحدى المشاعر الوطنية وتجبر موظفيها على المشاركة في دورات تدريبية في مراكز اسرائيلية.
رغم ان معظم المسؤولين لا يحبذون التعامل مع السفير الاسرائيلي في عمان الذي يوصف بالمتعجرف والمتطرف و»ثقيل الدم« على حد قول مسؤول كبير. لكن السفارة الاسرائيلية وسط حالة العزلة تملك من الوسائل والادوات ما يمكنها من جمع معلومات غزيرة عما يدور في الاردن.. يقول صحافي اجنبي زار السفارة الاسرائيلية قبل عدة شهور انه ذهل من حجم المعلومات المتوفرة لدى طاقم السفارة عن المجتمع الاردني.
الجهات الرسمية كانت تنزعج من نشاط دعاة التطبيع وتيسر الطرق امام الراغبين بزيارة »الرابية« اليوم لم تعد كذلك. فالاسرائيليون لم يقدموا من التنازلات التي تدعم موقف المؤيدين للتطبيع.
تجربة السنوات الثماني عشرة من العلاقة الاردنية الاسرائيلية لم تثمر سلاما مقنعاً للشعوب. على هذا المبدأ قامت مبادرة السلام العربية. لقد وقع الاردن ومصر معاهدات سلام مع اسرائيل لكن السلام لم يتحقق فتحولت المعاهدات الى ذكرى أليمة. مبادرة السلام تمنح اسرائيل الفرصة الاخيرة وقبل ان يحل الصراع حلاً عادلا لا مجال للتطبيع. صفقة تاريخية اذا رفضتها اسرائيل ستخسر أمنها للابد.
التطبيع حتى من طرف المؤيدين للمعاهدات مستحيل ما لم تغير اسرائيل سياستها وروحها العدوانية ولو فتحت تل ابيب سفارات ومكاتب في كل الدول العربية فانها ستظل كيانا معزولا في نظر الشعوب العربية والاسلامية.
بهذا المعنى لا جدوى من مشاريع اقتصادية مشتركة في الحياة او غيرها فقد جربنا المناطق الصناعية المؤهلة ولم تتزحزح قناعات الناس وحاولنا عبر المؤتمرات الاكاديمية ولم تتبدل الرواية الاولى للصراع, كل المزايا الاقتصادية وملايين الدولارات لن تكون بديلا عن الحق التاريخي فبعد 18 سنة على معاهدة وادي عربة قاربت نسبة العداء لاسرائيل من 99%.