بات في حكم المؤكد اننا امام تغيير وزاري ، مطالب هبة أيار الشبابية الحضارية الراقية ، كانت ناضجة ايضا ، هتف بها آلاف الشباب والصبايا على ألحان الدف والجتار ، ملوحين بالعلم الاردني وموشحين بالشماغ الأحمر.
تغيير بالنهج الاقتصادي وحاكمية رشيدة ومحاربة الفساد.
شبابنا وصبايانا الذين قدموا لنا لوحة أردنية جميلة من التعبير الراقي عن الرأي ، وسلوك اجهزتنا الأمنية الراقية ايضا ، نفاخر فيها كل شعوبنا العربية. يستحقون ان تدار شؤونهم الاقتصادية والسياسية والثقافية ، بنماذج حكم اكثر ديمقراطية وشفافية ومؤسسات تمثيلية تشبههم ، وتعبر عن مصالحهم وتستشرف روح العصر وافاقة الرحبة.
شبابنا وصبايانا يريدون شئ واحد جامع مانع : يريدون حكومة إصلاح شامل برنامجها : تطبيق ما جاء بالأوراق الملكية النقاشية السبعة والسير مسترشدة بمضامينها وروحها وآفاقها . والتي تتلخص ببناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ، حيث العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.
كل الحكومات التي تعاقبت فشلت فشلا ذريعا في حمل رسالة الإصلاح الشاملة هذه. واشتغلت بالقطعة وفق أولويات الرئيس . ولا اتجنى على احد منهم عندما أقول انهم لم يكونوا ابدا بحجم حمل مضامين الأوراق النقاشية الملكية.
قبل شهرين تقريبا تشرفت بلقاء سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الثاني ، وقد عرضت بين يدي جلالته اقتراحا بتشكيل لجنة ملكية لمتابعة الأوراق النقاشية الملكية تتولى مهمة فتح حوارات شاملة واشتقاق مهمات وتوصيات للدولة والمجتمع المدني وتشرف على حسن تنفيذها ، بعد ان تحظى بمباركة جلالة الملك. وكنت صريحا جدا في حضرة جلالته وقلت ان الحكومات غير قادرة على حمل هذه المهمة حتى لو شاءت. وشرفني جلالته بتأييد ما قلت وطلب منني ومن مدير مكتبه ان ندرس الاقتراح معا.
في كل مرة تتاح لي الفرصة ان استمع الى جلالته ، تتعزز ثقتي بان الملك يحتاج الى روافع تحمل معه وعنه حلم جلالته في أردن ينعم بالامن و شعب ينعم بالسعادة.
بصراحة اكثر من هم مستشارو الملك السياسيين ، مخزن الأفكار ، وكيف تكون عليه الحال عندما يغيب السياسيون عن الحكومات. عشنا وشفنا ونأمل بان نتعظ من التجربة.