بعد التحية التي تليق بجلالتكم فإن كل الأردنيين يعلمون أن جلالتك صاحب القرار في كل شيء ، فتعيين رئيس الحكومة والوزراء ورئيس الأعيان والسفراء ورئيس هيئة الأركان ومدير المخابرات ومدير الأمن ومدير الدفاع المدني ومدير قوات الدرك والمحافظين ورؤساء الجامعات كلها صلاحيات جلالتكم . ودعوة النواب للاجتماع وفض الدورة حول المجلس بيدكم .
لقد اكتوى الأردنيون بعدد من الحكومات المتسلطة على رقاب العباد فامتصوا دم الناس و أموالهم بالباطل ولم يقدموا خدمات تتناسب مع هذه الجباية التي لا مثيل لها في العالم !! مدارس الحكومة مدمرة ، والمعلم في وضع سيىء والمناهج تقليديةتخرج اجيالا" من الجهال لا يعرفون لغتهم العربية ولا اللغات الأجنبية ولا تصنع فيهم الانتماء الدين والوطن . والصحة متردية رغم ابداع ابائنا العاملين في الحقل الصحي !! والدليل أننا لا نجد من المسؤولين من يدرس اولاده في مدارس الحكومة ولا يتعالج في مستشفياتها . ان الحكومات لا تحمل برنامجا" اقتصاديا" ولا ثقافيا" ولا تعليميا" ولا صحيا" بل يكتب لها البرنامج صندوق النقد وتنفذ ما يفرض عليها لأن سياسة الحكومة الاقتراض وجيب المواطن !! ليس عندهم ابداع بل المهم لقب ( دولة ) وتقاعد ( 7000) وفيلا مكافأة نهاية الخدمة !! رئيس سابق اقترض ستة مليارات !! كانت المديونية عام 1998 سبعة مليارات بينما نتحدث اليوم عن 35 مليارا" !! والحكومة الحالية لم تقصر وعلى نفس السياسة رفع أسعار واقتراض!! رغم ان كل الحكومات تتحدث عن فريق اقتصادي فأين هي نتائج هذا الفريق ؟ هذا الفريق فاشل وخرج من الدوري بلغة الرياضيين . إننا بحاجة إلى نهج جديد يوقف المجزرة التي قد تلحق الأردن بالاقطار الفاشلة او المفلسة . المسؤولون التقليديون ليس في أدمغتهم سوى الاقتراض ورفع الأسعار ولهذا فنحن بحاجة إلى طراز جديد يحفظ الأردن بعيدا" عن المسؤول الذي يهرول إلى المطار ليصنع لولده وضعا" مريحا" .
يا جلالة الملك ليس بيني وبين أي مسؤول خصومة ولا عداوة لكنه الوطن المهدد والحل بيد جلالتك لنسير نحو الأمام ولا يكون ذلك إلا بتعديل دستوري يضمن الإصلاح السياسي لينص على انتخاب رئيس الوزراء من قبل الناس بناء على برنامج وطني وليس برنامج صندوق النقد وبهذا يكون رئيس الوزراء عونا" لجلالتكم وليس عبئا" علينا جميعا" .