وتمر ذكرى وفاة الشريف الحسين بن علي ؟؟
د.بكر خازر المجالي
03-06-2018 03:49 PM
احمد شوقي مخاطبا الشريف الحسين : قم تحدث ابا علي الينا
اليوم 3 حزيران هو يوم وفاة الشريف الحسين بن علي الذي عاش حياة الصعاب والثبات على المبادئ والاخلاص لقضية العرب الاولى في الوحدة والتحرر ورفض التنازل او المساومة على شبر من ارض فلسطين .
رفض المعاهدة الحجازية البريطانية التي تضم بنودا تستثني القدس وفلسطين من مشروع الدولة العربية الواحدة في اسيا العربية، تبنى مواقف صعبة بأن قبل مرغما ان يكون ملك البلاد العربية ،كأول ملك في تاريخ العرب يحمل مشروعا نهضويا متكاملا فيه الاعتزاز بالشخصية العربية والهوية الاصيلة ، ومن بعد تحمل ان يكون خليفة العرب والمسلمين بعد الغاء تركيا العلمانية الخلافة الاسلامية عام 1924 ، ولكن في كل الاحوال كانوا يبايعون الشريف الحسين ثم يبيعونه ويتخلون عنه.
قاد الشريف الحسين نهضة فكرية من خلال منشوراته وخطبه ومن خلال صحيفة القبلة ،وكان يركز على الفكر الشبابي وتفقد احوال المدارس ،ويرفض ان يدفع الطلبة مليما واحدا لقاء تلقيه العلم والمعرفة.
وبعد 87 عاما على وفاته واكثر من مائة عام على نهضته المباركة نجد اننا بعد لم نصل الى مستوى فهم فكر الثورة وابعادها في اعادة العرب الى واجهة التاريخ الفاعل ،ولم ننجح بعد في اعادة انتاج هذا الفكر حتى ان الحديث فيه اصبح شبه غير مقبول ويتم تناوله باستحياء ومجوج.
ولعل اليوم هو شاهد على بعض من بعض هذا التفكير ،فيكاد يمضي ولا ذكر للشريف الحسين بأي وسيلة اعلامية كانت.
الحسين بن علي الذي اراد اهل القدس ان يكون ضيفهم الابدي في رحاب المسجد الاقصى الذي كان المتبرع الاول لاعماره عام 1924 بقيمة 38 الف جنيه حينها (24 الف ليرة ذهبية ) ،ولم يكن ليتمكن من حضور انجاز الاعمار عام 1926 لانه كان منفيا في قبرص بسبب مواقفه الشريفة ،فوجه الحاج امين الحسيني الدعوة لامير شرق الاردن عبدالله بن الحسين ليكون الراعي لهذا الاعمار .
الشريف الحسين بن علي الذي نرى فيه رجل امة وقائد فكر ونموذج للعروبة الصادقة والمدافع بقوة عن الحق والذي كان زاهدا في المناصب والمكاسب ، تمر ذكراه اليوم لنقول الرحمة على ابي علي ،وقد ابدع امير الشعراء احمد شوقي في نظم قصيدة رثاء له تقول :
لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم قامَ فيها أَبو المَلائِكِ هاشِم
قَعدَ الآلُ لِلعَزاءِ وَقامَت باكِياتٍ عَلى الحُسَينِ الفَواطِم
يا أَبا العِليَةِ البَهاليلِ سَل آباءَكَ الزُهرَ هَل مِنَ المَوتِ عاصِم
المَناحاتُ في مَمالِكِ أَبنائِكَ بَدرِيَّةُ العَزاءِ قَوائِم
تِلكَ بَغدادُ في الدُموعِ وَعَمّانُ وَراءَ السَوادِ وَالشامُ واجِم
وَالحِجازُ النَبيلُ رَبعٌ مُصَلٍّ مِن رُبوعِ الهُدى وَآخَرُ صائِم
وَاِشتَرَكنا فَمِصرُ عَبرى وَلُبنان سَكوبُ العُيونِ باكي الحَمائِم
قُم تَأَمَّل بَنيكَ في الشَرقِ زَينُ التاج مِلءُ السَريرِ نورُ العَواصِم
الزَكِيّونَ عُنصُراً مِثلَ إِبراهيمَ وَالطَيِّبونَ مِثلَ القاسِم
قُبرُصٌ كانَتِ الحَديدَ وَقَد تَنزِلُ قُضبانَهُ اللُيوثُ الضَراغِم
كَرِهَ الدَهرُ أَن يَقومَ لِواءٌ تُحشَرُ البيدُ تَحتَهُ وَالعَمائِم
قُم تَحَدَّث أَبا عَلِيٍّ إِلَينا كَيفَ غامَرتَ في جِوارِ الأَراقِم