حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا
د. تيسير عماري
03-06-2018 11:51 AM
ما حدث في 30 ايار يستحق القراءة العميقة والمسيرات والاحتجاجات التي جرت في كل محافظات المملكة تثير اسئلة عميقة لمفاصل الدولة العميقة .
اين كانت مؤسسات الدولة واجهزتها من نبض الشارع وعن احوال الناس وظروفهم المعيشية القاسية .
ما حصل ليس زوبعة في فنجان ولا اصابع خارجية انما كان نتيجة تراكمات عبر سنوات طويلة ومن خلال حكومات متعاقبة ومجالس نواب متعاقبة حيث كان لأصحاب المعالي والسعادة وظائف مزدوجة في المناصب الرسمية والمؤسسات والجامعات والتي كلفت عشرات الملايين لو صرفت على مشاريع للشباب لأنخفظت نسب البطالة بينهم .
اين كانوا المسؤولين من ارتفاع الاسعار ومعاناة الناس في لقمة الخبز والرواتب وفاتورة الكهرباء والسكن والمرض والدواء والمدارس والنقل وغيرها التي ارهقت الناس .
اصحاب المعالي والسعادة كان همهم تحسين رواتبهم وتقاعدهم ومكاسبهم ومصالحهم غير مكترثين بهموم الناس.
كلمة وزير في الدول المتقدمة تعني خادم حولاناها الى معالي تلهث فئة السياسين والمثقفين للحصول على ذلك اللقب بكل الوسائل من كذب ونفاق وغيرها .
اين الحكومات ومجالس النواب من الرسائل الملكية التي بقيت شعارات بلا مضمون .
اعتمدت الحكومات على كتاب الحكومة الذين تحولوا الى كتاب مدح ونفاق بدل ان يكونوا كتاب وطن وكانت النتيجة مأساوية على الوطن .
اين كانوا كتاب الحكومة عندما كان عدد من الوزراء والنواب يقومون بالواسطات ويضغطون على مدير عام المواصفات والمقاييس لأدخال بضائع مخالفة الى ان قامت الحكومة الى احالة مديرها الى التقاعد فأنتصر الفاسدون والمتنفذون.
بقي الكلام المكرر عن الاصلاح السياسي والاقتصادي مجرد شعار سئم الناس منه وارتد سلبياً على الثقة العامة وسلطات الدولة .
ماذا بعدما حصل ؟ الا يستحق وقفة حقيقية وجريئة ؟ الم يكفي ان تتخذ الدولة قراراً بتغيير النهج والبدء فوراً في ثورة اصلاحية ام ستستمر في النهج الحالي وفي هذه الحالة سيكون الخاسر الوحيد هو الوطن .
حمى الله الوطن .