فيروس أنفلونزا الخنازير .. ماذا إذا تحور؟!!
د . ردينة بطارسة
29-04-2009 01:01 PM
عايشنا خلال الأشهر القليلة الماضية العاصفة المالية التي هزت العالم اجمع فخلفت الكثير من الدمار شمل كل القطاعات وها نحن اليوم وقبل أن نفيق من تلك العاصفة تأتينا تلك الأقوى فالأزمة المالية هزت الصناعات والتجارة وكل ما يتعلق بالمال الذي صنعه الإنسان ولكن يأتي ما يقتلع هذا الإنسان ويفقده حياته فهو الخطر الأعظم .
طالعنا وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام القليلة الماضية بخبر انتشار أنفلونزا الخنازير في مناطق شملت الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وبعض دول شرق أسيا مثل كوريا , وواجب إطلاق صافرة الإنذار ورفع درجات التأهب القصوى عندنا في المنطقة حال الإعلان عن إصابتين في إسرائيل هذا وقد كانت الخسائر البشرية كبيرة في المناطق المصابة فوصلت الإصابات إلى أكثر من 500 إصابة تنتج عنها عشرات الوفيات .
من هنا وجب إلقاء الضوء على هذا المرض المشترك بين الإنسان والحيوان والذي غالبا ما ينتج عن غالبا ما ينتج عن الإصابة بفيروس اتش1ان1 وهو نفس سلالة فيروس أنفلونزا الطيور القاتل اتش5ان1والذي قد ينتقل إلى الإنسان , تكمن خطورة هذا المرض في ثلاث محاور رئيسية الأول شراسة الفيروس: فعند إصابة الشخص فيه ينتج عنه أنفلونزا حادة تمتاز بارتفاع شديد بدرجات الحرارة وانحطاط عامفي الجسم وصعوبة التنفس الناتجة عن الإصابة بالتهاب رئوي ومن ثم شلل بالعضلات المسؤولة عن التنفس وبالتالي الوفاة خلال فترة قصيرة.
والمحور الثاني: أن هذا الفيروس يمتاز بقدرة عالية جدا على التحور ( طفرة ) لإنتاج سلالة جديدة من الفيروس هي خليط من سلالات الأنفلونزا البشرية والطيور والخنازير داخل جسم الخنزير حيث يعتبر المستودع الطبيعي لهذا الفيروس في حال تواجد مع أنفلونزا الطيور القاتل في جسم الخنزير وبالتالي يكون الناتج سلالة جديدة من الفيروس قادرة على إصابة الإنسان والانتقال بصورة وبائية بين البشر من خلال الاحتكاك المباشر مما قد ينتج عنه لا سمح الله كارثة إنسانية ويقدر الخبراء في منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات في اليوم الأول من التحور بمليار إنسان , من هنا يجب التأكيد وبشدة على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث ذلك من خلال عمليات الحجر والعزل لكل المناطق التي يتواجد فيها الخنزير .
أما المحور الثالث: للخطورة فهو عدم توفر علاج ناجع للمرض فانطلاق سلالة جديدة من الفيروس يعني عدم وجود أجسام مضادة لها داخل جسم الإنسان مما يعني حتمية الوفاة , في هذه الحالة فكل العلاجات المتوفرة مثل (التامي فلو ) وغيرها تعتمد فقط علاج أعراض المرض وليس قتل الفيروس.
في النهاية أقول أن حماية وطننا الحبيب من خطر هذا المرض الداهم ومنع وصوله إلينا هي مسؤولية جماعية لا تقتصر فقط على الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الجهات الحكومية وإنما يلعب الوعي المجتمعي تنفيذ النصائح والإرشادات من قبل الأفراد دورا هاما جدا في الوصول إلى الهدف المرجو وهو مرور العاصفة بعيدا عن أردننا وشعبنا العزيزين مع تمنياتي بالسلامة للجميع.